كرّمت إدارة مدرسة الأحساء الثانوية التابعة للهيئة الملكية بالجبيل كلاً من الطالبين ريان الغامدي 18 عاماً ومروان الغامدي 19 عاماً نظير اجتيازهما لامتحانات الثانوية العامة « القسم العلمي « لهذا العام بامتياز رغم كونهما من ذوي الاحتياجات الخاصة حيث يعانيان من شلل دماغي رباعي منذ الولادة، وقد استطاع الطالبان أن يكملا دراستهما بتفوق رغم الصعوبات التي واجهتهما هما وأفراد أسرتهما طيلة حياتهما معتبرين نجاحهما هذا يمثل نبوغاً خاصا بهما، والد الطالبين محمد الغامدي قال :» لقد واجهتنا الكثير من الصعوبات في بداية حياتهما الدراسية وخصوصاً عندما كانا في المرحلة الابتدائية نظراً لعدم وجود مدرسة حكومية متخصصة في تدريس ذوي الاحتياجات الخاصة بالمنطقة الشرقية فاضطررنا لنقلهما إلى مدرسة متخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة في مدينة الرياض وهذه المدرسة إحدى المدارس التابعة لوزارة الشئون الاجتماعية حيث تشرف عليها إشرافا كاملا. وأضاف الغامدي:» لقد كانت فترة أرى أنها من أصعب المعاناة التي واجهتني حيث كان لا بد منهما أن يقبلا بالوضع الحالي الذي هما فيه وهو العيش في مدينة الرياض لوحدهما طيلة أيام الأسبوع معتمدين على نفسيهما في بعض الأوقات، ولكن في يوم الأربعاء كنت أسافر لهما بصحبة والدتهما كي أحضرهما للجبيل بينما أعود بهما يوم الجمعة، وقد استمر هذا الحال لمدة 6 سنوات متواصلة وهي فترة دراستهما للمرحلة الابتدائية. وأشار الغامدي أنهما في المرحلتين المتوسطة كان الحال أفضل بالنسبة إليهما حيث قام بتأسيس فصل دراسي مصغر داخل المنزل بعد أخذ الموافقة من إدارة التعليم لكي يتمكنا من إكمال دراستهما من دون توقف فكان الفصل عبارة عن سبورة وعددا من الطاولات بالإضافة إلى معلم خاص قام بوضع جدول حصص دراسي يتخلله فترة فسحة رغبة مني في تعويدهما على الجو الدراسي، وفي المرحلة الثانوية تم إلحاقهما بمدرسة الأحساء التابعة للهيئة الملكية بالجبيل منازل. أما مدير المدرسة عبدالرزاق أبوزيد فقال:» إدارة المدرسة فخورة جداً بالطالبين، فأنا أرى أنهما يعتبران حالة فريدة من حيث تمكنهما من إكمال دراستهما بتفوق رغم الإعاقة التي يعانيان منها، وقد زاد حرصنا بالمدرسة طيلة الثلاث سنوات على أن نعاملهما معاملة عادية كغيرهما من الطلبة ولم يتم معاملتهما على أنهما حالات خاصة ، فقد كانا مندمجين مع بقية الطلاب حتى اختباراتهما كانا يؤديانها مع زملائهما مضيفاً بأنهما حالياً بإمكانهما الالتحاق بأي جامعة يرغبان فيها. وبين أبو زيد:» بأن ريان و مروان قادران على الانطلاق للمستقبل بشكل مختلف وبطريقتهما الخاصة فلقد رأيت منهما تميزاً كبيراً خلال دراستهما ، كنا نذهل حين مشاهدة أوراق الامتحانات لما فيها من تميز وإجابات نموذجية ، فكانا يفوقان الطلاب المنتظمين لدينا بمراحل ، كما لفت انتباهي ما يتمتعان به من حرص وانضباط وأدب وحسن التعامل ، ونسعد بمدرسة الأحساء الثانوية ، بتكريم ريان ومروان ووالديهما لما رأيناه منهما جميعاً من نموذج يجب أن يحتفى به ويتم تكريمه وتقديره ليس من المدرسة فحسب بل من جميع أفراد المجتمع .