رغم إصابة 3 من أبنائه بالشلل الرباعي في سنوات طفولتهم الأولى، وتضحيته بوظيفته ومصدر رزقه، إلا أنه يملك عزيمة صادقة وأملا وتفاؤلا بمستقبل أفضل لأبنائه، سيما أنهم حققوا تفوقا وتميزا دراسيا في كافة مراحلهم الدراسية، ويرى أن ما أصاب أبناءه من إعاقة، ما هي إلا ابواب للأجر مشرعة، وابتلاء وقصة كفاح يرويها لكل أب يعيل ابنا من ذوي الاحتياجات الخاصة.. إنه محمد حسن الغامدي الذي التقته «عكاظ» مصادفة عندما كان يساعد أبناءه المصابين بشلل رباعي منذ الصغر، للدخول للجنة الاختبارات بمدرسة الاحساء الثانوية بالجبيل الصناعية. ويروي الأب محمد حسن الغامدي بداية معاناة أبنائه فيقول «الإعاقة لدى ابنائي منذ ولادتهم بشلل رباعي، الامر الذي جعلهم رهن الكرسي المتحرك». وأضاف «ليست هنا المشكلة ولكن المشكلة الحقيقية بدأت عندما كبروا وأصبح من الضروري علي أن أدخلهم المدرسة، ليتعلموا، وأعتقد أنها أصعب مرحلة في حياتي وحياتهم تحديدا». تقدمت باستقالتي ويضيف الغامدي: لم يكن في الرياض إلا مركز وحيد في مدينة الرياض بحي عليشة، تشرف عليه وزارة الشؤون الاجتماعية، حيث يتبع نظام الإقامة الدائمة للطالب، ما شجعني على إلحاقهم بالمركز، بالرغم من أنني مقيم في مدينة الجبيل الصناعية، إلا أنه لم يكن لدي خيار غير ذلك، وكان علينا أن نحتمل أنا ووالدتهم تلك المرحلة من حياتنا، من أجل أن يتعلم أبناؤنا كحال أقرانهم، فأصبحنا نسافر لهم كل يوم أربعاء من كل أسبوع لنعود بهم للجبيل الصناعية ليجتمع شمل الأسرة، وليغيروا كذلك إلى اجواء جديدة، ومن ثم أعود بهم يوم الجمعة، وهكذا دواليك لمدة ست سنوات. وزاد «استمرت المعاناة، وعشت فصولا صعبة أنا ووالدتهم في تلك المرحلة، ولكن للأسف لم تنته تلك الصعاب عند هذا الحد، فقد اتخذت قرارا صعبا في ذلك الوقت، إذ إنني قررت أن أضحي بعملي وأتقدم باستقالتي، نسبة لما أواجهه في أسبوع في التوفيق بين عملي ورعاية ومتابعة أبنائي، سيما أن علمي يتطلب دخولي في نظام الورديات، وزيارتي الأسبوعية لأبنائي والعودة بهم ذهبا وإيابا في كل جمعة، جعلتني أمام خيار واحد لا ثاني له إما أن أضحي بعملي أو بأبنائي.. لم أحتج إلى كثير تفكير وقررت التضحية بعملي ليتعلم أبنائي». تكرار التجربة ويضيف «للأسف أنا اقترب من تلك المرحلة مرة أخرى، وتلك المعاناة، فابني الأصغر سلطان، الذي يبلغ من العمر خمسة أعوام مصاب كذلك بشلل رباعي، وسيعيدني ذلك لتكرار التجربة ذاتها مرة أخرى، ولمدة ستة أعوام من التنقل، لعدم وجود مركز مختص».. استطرد الغامدي «قمت بتجهيز فصل متكامل داخل المنزل، لآتي بالمعلم ليشرح لهم المواد الدراسية يوميا، محاولا في ذلك محاكاة الدوام المدرسي، بغية مساعدتهم على التحصيل الدراسي في كافة المواد». صعوبة ومناشدة وحول العقبات التي تواجهه، أشار الغامدي الى أنه يواجه صعوبة بالغة عند السفر بهم، نسبة لأن أغلب الشقق السكنية في مدن المملكة غير مجهزة بالمنزلقات الخاصة بالكراسي المتحركة، مبينا أن عندما يذهب بهم إلى مدينة الرياض مثلا، لا يستطيع النزول في أية شقة سكنية غير واحدة فقط، وهي الوحيدة المجهزة بخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، من مسارات وغيرها، وناشد في هذا الخصوص الجهات الرسمية العمل على إلزام أصحاب الشقق المفروشة بتوفير هذا النوع من الخدمة، وكذلك الحرص على تهيئة وتجهيز كافة الدوائر الحكومية بالمنزلقات الخاصة بالكراسي المتحركة، وتسهيل ومتابعة أعمالهم من خلال تفريغ عاملين لهذا الخصوص في كافة الإدارات الحكومية. وتساءل الغامدي عن الجامعة التي تناسب إعاقتهم الحركية، مبينا أنه لا يزال وأبناؤه في حيرة، إذ إنهم يتمتعون بذكاء وتفوق كبيرين، ما يمكنهم من مواصلة مشوارهم الدراسي للحصول على الشهادة الجامعية، مشيرا إلى أنه لا يزال يبحث عن بعض الجامعات القريبة للتأكد من خدمة وتسهيلات ذوي الاحتياجات الخاصة. ويتطلع الغامدي وأبناؤه إلى تلقي العلاج في أحد مراكز التأهيل المتخصصة، فيما يتمنى رؤيتهم وهم يسيرون على أقدامهم كبقية أقرانهم. تميز أكاديمي من جهته، أكد مدير مدرسة الاحساء الثانوية بالجبيل عبدالرزاق الغامدي أن الأخوين مروان وريان، يتميزان بالجد والاجتهاد ما انعكس على مستواهما الأكاديمي الممتاز، حيث يحققان الدرجات العالية في أغلب المواد. وأضاف: مروان وريان أخلاقهما عالية، ويحظيان باحترام الجميع، مشددا على حق ذوي الاحتياجات الخاصة في مواصلة دراستهم، ومشاركة زملائهم العاديين في التعليم مهما كانت الظروف.