إن المتأمل في تاريخ الأحساء يلمح جيداً الدلالات الواضحة لعراقة هذه البقعة المباركة من المملكة - وقد يعترض البعض على كلمة «مباركة» وكيف لا وقد زار وفد منها رسول الله صلى الله عليه وسلم وبني فيها ثاني مسجد في الإسلام تقام فيه صلاة الجمعة وهو مسجد جواثا – يدرك الإمكانات التي تتمتع بها وما اختصت به من خيرات فقد حباها الله وباركها وهيأها لتكون واجهة اقتصادية وسياحية واجتماعية وفكرية . إن تراثها المتنوع والمتعدد يحتاج إلى أيد أمينة لحفظه وتطويره وتتويجه لنباهي به العالم , الأحساء ليست مجرد بيت طين و سلة من الخوص أو بساط صنعته أيدي الحاجة للكفاف ,الأحساء ليست مشلحا مطرزا أو طاقية زري , الأحساء تاريخ وحضارة وفد لها العلماء وتخرج من مدارسها طلاب العلم ولكن مع الأسف مازالت مهمشة , ومازلنا نقتات على اجتهادات لا تضيف لنا غير الحسرة . نريد أن يتعانق الإرث بالحاضر نريد تقنية وتكنولوجيا وديجتل و شاشات عرض وصالات مغلقة ومسارح التقيت بفتاة أحسائية تدرس في لندن وذكرت أن أستاذها في الجامعة أخبرها عن الأحساء وذكر لها مجموعة من الكتب موجودة في لندن كتبت عنها وسط استغراب مجموعة من السعوديات وعلامات استفهام تقول ماهي الأحساء ؟ ولا استغرب ذلك فمازالت الأحساء تقع في الجزء المنسي من الكرة الأرضية فهي الأقل حظاً رغم كل ماتمتلكة من مقومات . إن التعاطي مع موروثنا الأحسائي يشعرني بالخذلان , مشاركاتنا في المهرجانات و المعارض أو المناسبات التعريفية أجدني اغرق في كومة تساؤلات هل هذا كل شيء ..؟ لماذا تغيب الأحساء ماضيا وحاضرا تفوق واختراعات واستعداد للابتكار وأجيال تجاوزت مراحل العجز لتضع لها في كل نجاح إمضاء , ماذا ننتظر من هذه الأرض أن تمنحنا ونحن لم نمنحها حقها ؟ رسالة أوجهها إلى من يهمه الأمر إما أن تكون على حجم المسؤوليات الموكلة لكم أو تنحو جانبا فلقد سئمنا تسويفا وتكرارا لانريد مهرجانات سطحية مستهلكة نريد أن يتعانق الإرث بالحاضر نريد تقنية وتكنولوجيا وديجتل و شاشات عرض وصالات مغلقة ومسارح . أعرف أن موضوعي لا يحمل جديدا بالضبط كما هي جهودكم لاتحمل أي إضافة نحو الأعلى مسكينة هي الاحساء ومساكين أولئك المتفائلون بأن القادم أفضل فكم بقي من الوقت ؟