شيّع الليبيون صباح الأحد بمدينة بنغازي 18 شخصاً قضوا برصاص حي من قبل قوات الأمن وقوات مرتزقة، في حين واصلت القوات الليبية رمي المتظاهرين بالمدينة بالقذائف المضادة للطيران التي تعرف محلياً باسم "م ط". يأتي ذلك وقد اتسعت دائرة الاحتجاج لتشمل مدناً بشرق ليبيا وغربها. وقال شاهد عيان للجزيرة نت إن شوارع المدينة تزدحم بالمتظاهرين الذين ازداد تمسكهم بمطلبهم بإسقاط النظام، مؤكدا أن عشرات الجثث ما زالت مسجاة في الشوارع، ويعجز المتظاهرون عن سحبها بسبب وابل الرصاص الكثيف الذي يطلق عليهم. الجيش الليبي يستخدم رصاصاً حيّاً ويستعين بمرتزقة وأكد العديد من شهود العيان للجزيرة أن أعداد القتلى بمدينة بنغازي وحدها منذ تفجر المظاهرات السلمية تزيد على مائتي قتيل وأن عدد الجرحى بالمدينة يقترب من ألف. وقال شهود عيان إنه بسبب حالة الفراغ الأمني الذي تعيشه مدينة بنغازي، فقد تولى عدد من شباب المدينة تسيير حركة المرور، كما قام آخرون بتنظيم لجان وطنية شبابية تتكوّن من لجان تغذية وطب ونظافة وإعاشة وجمع تبرعات لمساعدة أهالي المدينة على الصمود. تكتم إعلامي وتأتي هذه التطورات في وقت تفرض فيه السلطات الليبية تكتماً إعلامياً شديداً على ما يشهده الشارع الليبي، كما تلجأ في معظم الأوقات إلى حجب خدمات الإنترنت والاتصالات الهاتفية، وحجب قناة الجزيرة وموقعها الإلكتروني. إن أجهزة الأمن الليبية تورّطت مع مرتزقة أفارقة وعناصر اللجان الثورية في استخدام الرصاص الحي في قمع المتظاهرين، وتهديد اللجان الثورية بمزيد من أعمال القتل والترويع بما سمَّته إنزال الرد الصاعق على المتظاهرين.104 قتلى وقالت هيومان رايتس ووتش ومقرّها نيويورك انها رفعت عدد القتلى بعد أن كان 84 الى 104 بعد مقتل 20 آخرين على الاقل في بنغازي السبت.. ولم تعلن الحكومة الليبية عن اي اعداد للخسائر البشرية او تعلق رسمياً على أعمال العنف. وذكر طبيب بمستشفى في بنغازي أن الضحايا أصيبوا بجروح بالغة من بنادق سريعة الطلقات. ودفع هذا القمع الدامي نحو50 من علماء المسلمين في ليبيا الى اصدار نداء ارسل الى رويترز لقوات الامن بوقف عمليات القتل كمسلمين. وقال النداء ان هذا نداء عاجل من علماء الدين والمفكرين وزعماء العشائر من طرابلس وبني وليد والزنتان وجادو ومسلاتة ومصراته والزاوية وبلدات وقرى اخرى بالمنطقة الغربية. مفاوضات محتملة وقال محللون ان من المحتمل ان تجري مفاوضات بين الزعيم الليبي معمر القذافي وشيوخ القبائل بشرق البلاد وتم ارسال رسالة نصية في وقت متأخر امس الأول السبت لمشتركي الهاتف الجوال بليبيا لمّحت الى نهج اكثر ميلاً للمصالحة. وفي طرابلس قال مراسل لرويترز ان عدة آلاف من مؤيدي القذافي تجمّعوا بالساحة الخضراء بالمدينة حتى الساعات الاولى من صباح الأحد. مرتزقة وعبّرت المنظمة العربية لحقوق الإنسان عن إدانتها الشديدة لما سمّتها المذابح التي يتعرّض لها المحتجون في ليبيا. وقالت إن مرتزقة أفارقة وعناصر اللجان الثورية يطلقون الرصاص الحي على المتظاهرين. وقالت المنظمة إن أجهزة الأمن الليبية تورّطت "بكل أسف" مع مرتزقة أفارقة وعناصر اللجان الثورية في استخدام الرصاص الحي في قمع المتظاهرين، وتهديد اللجان الثورية بمزيد من أعمال القتل والترويع بما سمّته إنزال الرد الصاعق على المتظاهرين. ودعت إلى إجراء تحقيق دولي في المذابح التي تجري في ليبيا، "بعد أن فشلت كل الجهود منذ عام 1996 في إجراء تحقيق جدي في المذابح التي راح ضحيتها أكثر من 1200 شخص في سجن أبو سليم".