حالة من الغضب اجتاحت صديقي الأنيق يكيكي بعد ان نمى إلى علمه واقعة وحش جدة وافتراسه لفتيات فى عمر الزهور ولم يتمالك نفسه وهو يصف الرجل بأشنع الأوصاف ويطالب بعزله عن المجتمع ومحاكمته بقسوة لامثيل لها بل وتطبيق اشنع عقوبة بحقه.. كنت اقول ليكيكي ان امثال هذا الوحش وجدوا عبر التاريخ كقاتلين تسلسليين ومغتصبين فى اميركا تحديدا ومعظمهم اشخاص يعملون فى مهن محترمة وسماتهم الجسمانية وملامح وجوهم تكتنز بالبراءة وتوحي بالثقة لكل من يلتقيهم و يتعاملون معه من الغرباء او الجيران والمعارف..بل إن بعضهم كان يتسم بدماثة الخلق والرقة فى التعامل ولايبدو عليهم اية اضطرابات كلامية اوجسمانية قد تنبّئ ان لديهم نزعات سيكو باثية او عدائية تجاه المجتمع.. يكيكي يطالب بضرورة الفحص السنوي لكل من يتعامل مع الأطفال لكي لا نتعامى عن فرز الكيانات المريضة وإبعادها عن المدارس وأماكن الترفيه والرياضة وغيرها بل يكيكي يطالب بضرورة الفحص السنوي لكل من يتعامل مع الأطفال لكي لانتعامى عن فرز الكيانات المريضة وإبعادها عن المدارس واماكن الترفيه والرياضة وغيرها..السلامة العقلية والعصبية والمعرفية لكل من يتعامل مع الصغار فى بلد كاليابان او اميركا مسألة محورية لاتخضع للتجاوز فبموجبها يرخّصون سنويا ويكشف على سلامتهم وتاريخ خدمتهم واحوالهم الأسرية والخاصة او يمنعون من الاقتراب من أي مكان يتواجد فيه اطفال..هذه فى نظر يكيكي مسألة مسؤولية مجتمعية ينبغي ان لايفرّط فيها من مؤسسات التنشئة الإجتماعية فى البلد..فهؤلاء الصغار أمانة مابعدها وغياب الضوابط والاحترازات والتثقيف والتنويّر لهم يجعلنا شركاء فى كل جريمة يرتكبها مثل وحش جدة..يكيكي يعتقد ان هناك ربما عشرات الضحايا لهذا الوحش وامثاله لكن لاتصل إلينا لأن ذوي الضحية يؤثرون السكوت ومداراة الجريمة خوفا من العيب والنظرة المجتمعية لمن يتعرضون لهكذا حوادث..وحش جدة فى نظر يكيكي اسهمت عوامل كثيرة فى ظهوره وفى حجم الجرائم التي ارتكبها بحق الصغيرات..،وإذا لم نبادر لإعادة بيئة الطفولة لأمانها المفترض بالعقوبات وبالتشريعات وبالتنظيم والمقاييس والمعايير الفردية والمؤسسية وبالإعلام النابه الذي ينوّر ويثّقف ويرشد الأسرة والصغار لأمثل تعامل مع واقعهم الحياتي..عقاب الوحش أيا كان ليس كافيا لجعل عالم الصغار اكثر امنا ويريح ادمغة الأباء والأمهات من القلق والخوف على فلذات الأكباد كلما غابوا عن اعينهم ،وإنما علينا ان نعترف بتفريطنا كأسر ومؤسسات تربوية واعلامية بمحافظتنا المبالغ فيها واساليب اللامبالاة التي اعتدناها مع الصغار بكل اسى..وجود مؤسسات مجتمع مدني ناشطة فى الشأن الطفولي مسألة بالغة الاهمية وليست من باب الترف والمظهرية إن نحن اردنا للجيل الصغير حياة كريمة خالية من العقد والمآسي....ولله الأمر من قبل ومن بعد [email protected]