المنظمات الدولية ذات العلاقة بالتنمية تدعو إلى التنمية المتوازنة وعلاج قضايا التنمية بالمدن. وفي تقرير لبرنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية حول أوضاع المدن بالعالم بعنوان (وضع مدن العالم في عامي 2010 و2011م جسر الهوة الحضرية)، كشف عن التردي لمستوى معيشة سكان المدن بشكلٍ عام في الدول النامية، فالزيادة السكانية المتواصلة (حيث يعيش في عام 2010م أكثر من نصف سكان العالم بالمدن) تؤدي إلى الضغط المستمر على مدن الدول النامية والتى لم تكن مخططة بالأساس من أجل استيعاب هذه الأعداد المتزايدة من السكان والذي يؤدي في الكثير من الأحوال إلى تحويل تلك المدن إلى مناطق عشوائية مشوهة لا تفي باحتياجات سكانها من فرص العمل والصحة والتعليم والبيئة النقية. إضافة إلى ذلك أشارت مديرة منظمة الصحة العالمية في تقرير مشترك لبرنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية ومنظمة الصحة العالمية بعنوان (المدن الخفية الكشف عن التفاوتات الصحية في المناطق الحضرية والتغلب عليها) إلى أن المدن المعاصرة في جميع أنحاء العالم بين جنباتها مدن خفية تحتجب فيها معالم الحياة الحقيقية ويعاني بعض سكانها من قضايا صحية متفاوتة لاختلاف الظروف المعيشية والاجتماعية. الزيادة السكانية بالمدن من التحديات التنموية التى تحتاج خططا مكانية وموارد بشرية متخصصة لإدارتها، للاستفادة من الزيادة السكانية كمورد لا يجب إغفال متطلباتهومع الزيادة السكانية بمملكتنا الحبيبة التى أشارت إليها النتائج الأولية للتعداد العام للسكان والمساكن عام 1431ه حيث يوجد مدن يزيد عدد سكانها عن مليون نسمة وهي (الرياض وعدد سكانها 5188286 نسمة وجدة 3430897 نسمة ومكة المكرمة 1534731 نسمة، والمدينة المنورة 1100093 نسمة)، ومدن يزيد عدد سكانها عن خمس مئة ألف نسمة وهي (الدمام 903312 نسمة، والهفوف والمبرز 660788نسمة ، والطائف 579970 نسمة، وتبوك 512629نسمة) تبرز أهمية مخططات المدن بسياسات استعمالات أراضيها لتوفير حاجات سكانها من سكن وخدمات وفق حجم المدن وميزاتها ووظائفها. الزيادة السكانية بالمدن من التحديات التنموية التى تحتاج خططا مكانية وموارد بشرية متخصصة لإدارتها، للاستفادة من الزيادة السكانية كمورد لا يجب إغفال متطلباته، وردم الفجوة بين توسع المدن وحاجة سكانها من جهة وقرارات تخطيطها وتنميتها من جهة أخرى لعلاج قضايا التنمية كالسكن والازدحام والتلوث والبطالة والفقر والجريمة والأمراض وضعف العلاقات الاجتماعية والفساد. واخيراً وليس آخرا التنمية المتوازنة من أهداف خطط التنمية بمملكتنا الحبيبة وتلاقي الدعم المستمر من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز– أيده الله- بمشاريع عملاقة مختلفة منها الجامعية والاقتصادية بجميع المناطق، وتتطلب المتابعة الدقيقة والقياس المستمر لمدى علاجها لقضايا التنمية بالمدن والقرى للوصول إلى التوازن واستدامته. [email protected]