لأول مرة أكتب موضوعا رياضيا وأشعر أثناءها بالحنين لتراث الماضي القديم .. لا أقولها مبالغة ولكنه الواقع الذي أحال الاتحاد العربي لكرة القدم إلى إرث من الماضي .. كانت البطولات العربية في زمن الانغلاق الكروي ومحدودية التنافس الخارجي بالنسبة لنا عرسا كرويا .. نعيش من خلاله أجمل اللحظات الكروية في تجمع أخوي حبي مشترك .. كنا نعشق تلك اللقاءات ونعد العدة للاحتفاء بها .. وكانت الدول العربية تتسابق لتنظيم المسابقات الكروية بل وتنافس بعضها البعض في كرم الضيافة وجمال التنظيم وحسن الأداء .. ولأن الحياة لا تستمر على وتيرة واحدة وظروف الزمن تتشكل بما قد لا نحب أو نأمل .. هرم هذا الاتحاد وشاخ وبدا أكثر قربا للتقاعد القسري .. يدفعه لذلك ما أحدثه الاحتراف الكروي من قفزة نوعية لمفهوم الرياضة التنافسية .. وهو في رأيي تغير إيجابي يجبرنا على تغيير قناعاتنا بل وأهدافنا من تأسيس الاتحاد العربي لكرة القدم .. فعلى سبيل المثال .. لا يمكن أن يحقق الاتحاد العربي لكرة القدم هدف تطوير اللعبة في الدول العربية في الوقت الذي أصبح فيه عاجزا عن تنظيم أهم وأكبر بطولاته ، ناهيك عن كونه لا يملك الأدوات الكفيلة بالتطوير والتنشئة .. هذه القناعة الانفرادية المستترة يجب أن نكون أكثر جرأة وشجاعة لإعلانها بشكل جماعي ومن جميع الدول الأعضاء في الاتحاد العربي كما لا يمكن له أن يساعد في تطوير الكوادر الفنية والإدارية في الوقت الذي تخضع فيه كل الدول العربية كرويا لبرامج التطوير القارية الملزمة لممارسة رياضة كروية احترافية .. كما أن الاتحاد العربي لكرة القدم لا يمكن له العمل على رفع المستوى الفني للاعب العربي كون هذا الهدف ينتفي تماما مع الهروب الجماعي للدول العربية من خوض المنافسات الكروية العربية فرقا ومنخبات نظرا لما تحدثه في الوقت الحاضر من أثر سلبي على اللاعب قد يعيقه عن أداء واجبه الأكثر أهمية داخليا ودوليا .. أما تدعيم العلاقات بين اتحادات الدول الأعضاء وتطويرها مع الاتحاد الدولي والاتحادات القارية فهي أهداف (مطاطية) أرى إمكانية تحقيقها دون إلزام منتخباتنا وفرقنا الكروية بمنافسات بدت أقرب للمجاملة من أي شيء آخر .. البطولات الكروية العربية أصبحت الآن عبئا ثقيلا على كل اتحاد عضو في الاتحاد العربي بل إنها تشكل عائقا حقيقيا في تطور هذه الاتحادات من خلال ما تحدثه من ربكة حقيقية لجداول مسابقاتها الداخلية والقارية والدولية .. هذه القناعة الانفرادية المستترة يجب أن نكون أكثر جرأة وشجاعة لإعلانها بشكل جماعي ومن جميع الدول الأعضاء في الاتحاد العربي والكف عن سرد المبررات السطحية والهزلية أحيانا للتنصل من مسئولية العضوية العربية .. فرغم سمو المقاصد وسلامة الهدف إلا أن عمل الاتحاد العربي ونشاطه خلال السنوات العشر الماضية هو دليل قاطع على انتهاء صلاحية هذا الاتحاد واختفاء أثره .. أما ونحن على أعتاب بطولة عربية جديدة وبمشاركة خجولة عددا وعده .. فأرجو أن يكون فيها ما يكفي لاتخاذ ما يلزم .