موقع الاتحاد العربي لكرة القدم الجغرافي بين قارتي آسيا، وإفريقيا جعله يعيش كثيرا من الصعوبات في قيام بطولاته واستمرارها وإيقاع العقوبات وتطوير عناصر اللعبة لأنه يصطدم دوما بالأعضاء العرب الذين يريدون من هذا الاتحاد كل شيء ولا يقدمون له إلا المشكلات والخلافات والانسحابات وضرب الحكام والإداريين وما يسيء لكرة القدم، ودائما ما تكون الوساطات وإصلاح ذات البين جزءا رئيسا من عمل الاتحاد، لكن سعيد جمعان أمين عام الاتحاد وهو خريج الولاياتالمتحدة في الإدارة الرياضية "ماجستير" واصل بخبرته وعلاقاته وفطنته وسياسته في إدارة دفة الاتحاد رغم الصعوبات التي تعتري أداءه وعمله ووصل إلى اتفاق مع شركة عملاقة ستشرف على بطولات الاتحاد العربي في الأعوام المقبلة. ولأنني عشت فترة في الاتحاد العربي وأعرف بعض الصعوبات والمعوقات الفنية والإجرائية لنجاح واستمرار بطولات الاتحاد كونه غير معترف به من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم وهذا أمر طبيعي لأن الاتحاد الدولي لا يعترف إلا بستة اتحادات قارية، و208 اتحادات وطنية فإنني أقترح على الصديق العزيز أن يبادر بالعمل مع الاتحادات القارية في إفريقيا وآسيا لجعل البطولات العربية ذات قيمة فنية وهيبة قانونية بحيث إن العقوبات التي تقع أثناء مباريات الاتحاد العربي يتم العمل بها في الاتحادين المذكورين، هذا سيجعل اللاعبين والاتحادات الوطنية العربية تحترم قرارات الاتحاد العربي لأنهم للأسف لا يعطون أي أهمية لقرارات الاتحاد العربي بل إن بعض الدول ترى أن مشاركتها فضل وجميل يجب على الاتحاد العربي أن يشكر الله عليه !! لن يقبل الاتحاد الدولي مهما كان أو سيكون بمنح الاتحاد العربي أي نوع من الاعتراف لكنه على كل حال يقدر عمل الاتحاد العربي كمنظومة تسعى لدعم وتطوير كرة القدم في هذا الجزء من العالم وهذا أحد أهداف الفيفا، نعم هناك علاقات ممتازة جدا بين سمو رئيس الاتحاد العربي الأمير نواف بن فيصل والسيد جوزيف بلاتر لكن أيضا هذا لا يكفي لضبط سلوك المسابقات العربية طالما أن عقوباتها محدودة على بطولاتها فقط، ولكي نخرج من "عرقية" الاتحاد بالإمكان إضافة ناديين من قارة أوروبا وإفريقيا وآسيا "كضيوف مشاركين" في البطولات العربية (وهذا مسموح وتطبقه بعض الاتحادات القارية مثل اتحاد أمريكا الجنوبية في بطولة كوبا أمريكا)، يحددهم الاتحاد القاري المعني وفق أسس وضوابط محددة من قبل الاتحاد العربي وهم سيشاركون إذا كانت الجوائز مجدية وبالتالي تصبح عدد الأندية 22 عربية و6 مختلطة وهذا يضمن أن عقوباتها تكون ملزمة للاتحادين القاريين آسيا وإفريقيا على الأقل، هذه رؤية قد تكون أسلوبا فاعلا في نجاح واستمرار بطولات الاتحاد العربي لكيلا تظهر تلك المشاهد لحكم وهو يجري هاربا من بعض اللاعبين أثناء سير المباريات وسط ذهول الحضور والمشاهدين. ولا أنسى أن أؤكد أن الاتحاد العربي بحاجة إلى كفاءات كروية إدارية تنظيمية مؤهلة لقيادة المرحلة القادمة لا أشك أن الأستاذ سعيد جمعان سيعمل على استقطابها لتطوير عمل الاتحاد. الاتحاد الدولي يحترم أي خصوصيات لأي مجتمع ولأي دولة وهو لا يتدخل في الشؤون الداخلية هو فقط يركز على أنظمة معينة قانونية وإجرائية وإدارية لقيام وعمل الاتحادات الوطنية، أما ارتكاب الجنايات والقذف الشخصي والحط من قدر الإنسان والتمييز العنصري في الجنس وما يتجاوز كرة القدم وقانونها فهو لا شك يذهب للقضاء الإداري في الدولة. أحرج الأمير عبد الرحمن بن مساعد ثلة من المطبلين والكذابين والانتهازيين والذين دافعوا للأسف عن الفعل المشين للاعب الروماني رادوي عندما أكد رئيس الهلال في مقابلة تلفزيونية مع الرياضية السعودية "إنه لا يقر ما فعله رادوي ولا يبرر له" مع أن الأمير عبد الرحمن أكثر شخص يفترض أن يدافع عن رادوي ويضع مبررات لأنه كلف خزينته الكثير من الأموال، ولكن الأمير عبد الرحمن رفض أن ينساق مع جملة المطبلين والمبررين والمبربرين والبؤساء الذين كانت أشكالهم مضحكة مبكية وهم يتدافعون في وسائل الإعلام للدفاع عن الفعل المشين والقبيح والمرفوض في مجتمعنا وكافة المجتمعات السوية بل وتجاوزوا ذلك إلى حد التشكيك في كفاية القضاء. ذهبوا إلى توافه وأحداث عادية تحدث في كل مباراة بين اللاعبين وتركوا السقطة الكبرى لنجمهم بل دافعوا عنه "وافشيلتاااه". الحكام الأجانب أراحوا رؤوسنا من صداع الأخطاء البدائية والتشكيك والتعصب أتمنى على الأمير نواف بن فيصل أن يحاول تجربة أوروبيين خبراء كرؤساء لجان الفنية والمسابقات والاحتراف والانضباط لمدة ثلاث سنوات وسيرى الفرق. لوائحنا الكروية ومن خلال تجربتي الطويلة في اللوائح تعتبر ضعيفة في بنيتها وهشة في مضمونها وناقصة في شموليتها وركيكة في صياغتها وبها ثغرات وفراغات تحتاج إلى إعادة كتابة وتنظيم وترتيب ودراسة.