لا تزال الرواية فن الخلافات والإثارة ولا يزال هذا الكم الهائل الذي تنثره المطابع للأعمال الروائية محل تساؤلات حول نضج الرواية السعودية حتى بعد حصولها على جائزة بوكر العربية ومنها ما أثاره الروائي احمد الدويحي مؤخرا وأكد فيه أنه كان يتناول الرواية كفن راق وناضج وليست رواية التابو أو الإثارة.. حول نضج الرواية وما إذا أصبحت فعلا رواية اطفال استطلعت (اليوم) آراء مجموعة من الروائيين: بعد الاربعين بداية يقول الروائي صلاح القرشي «اعتقد أن الزميل الروائي احمد الدويحي اعتمد على مقولة معروفة أن الرواية تكتب بعد سن الأربعين للكاتب حتى يصبح أكثر نضجا ويملك كما من الخبرات هذه المقولة يمكن أن تكون صحيحة ولكن ليس على الإطلاق، فهناك روائيون كتبوا في سن الشباب وأجادوا والدويحي يقصد روايات اشبه بالخواطر يكتبها الشباب وليس لهم علاقة بالسرد. ويضيف: من حق أي شخص أن يكتب في سن مبكرة ويقول ما يريد وفي النهاية الزمن سيبلور التجربة. ويؤكد القرشي أن الرواية السعودية تظلم عندما تقاس بالكم وفي كل دول العالم هناك الكثير من الروايات تكتب كل سنة والجيد منها لا يتجازوز نسبة 10%.. وما هو موجود لدينا موجود في كل دول العالم ولكن اصبح الحط من قيمة الرواية السعودية ظاهرة غريبة وكأنها (رياضة نسائية) كل شخص يهاجم الرواية السعودية مع أن ما يوجد لدينا من روايات غير جيدة موجود حتى في الروايات التي تصدر من كل دول العالم. العبارات المطلقة الروائي والشاعر ابراهيم الوافي يقول «لأكون صادقا.. دائما لا أميل إلى محاكمة العبارات المطلقة، فمن الصعب الحكم على عبارة يكون لها دلالة وطابع خاص يقصد لوصفها بشكل خاص، التعميم مرفوض على مستوى الرواية ففي الزمن رواية الأطفال هناك روائيون سعوديون حصلوا على جائزة البوكر مثل عبده خال ورجاء عالم فمن غير المنطقي ولا أستطيع أن احاكم أو أرد على عبارة الروائي الشامخ والزميل الصديق احمد الدويحي لأنها عبارة عامة أو موجهة. ويضيف الوافي «أنا مع التجريب في الكتابة لأن التجربة لا يمكن أن تنمو لوحدها فلا بد من وجود مبدع يحتضنها وكل التجارب الروائية تعرضت لعثرات البدايات أو التجربة الأولى يمكن معالجتها مع استمرار التجربة فمثلا لو رضخت للانتقادات والصعوبات التي واجهت روايتي (رقيم) لما كتبت رواية الشيوعي الأخير. ويقول «بشكل عام انا مع الظهور المبكر للكاتب والعبارة التي اطلقها الروائي احمد الدويحي يعرف هو لمن وجهها لا أعتقد أنه اطلقها عامة وهناك روائيون صغار في اعمارهم أعمالهم مدهشة المسألة غير قابلة على التعميم تعميمها ليس مثمرا وليس اسلوبا نقديا فالأحكام العامة لا تفرز التجربة.. نحتاج إلى التصنيف أؤكد احترامي للروائي احمد الدويحي بقامته الشامخة ويبدو أن العبارة عامة وتحمل في مضمونها رسالة موجهة. نقاط مهمة وبتوجيه السؤال إلى الروائي احمد الدويحي يقول «النقطة التي أثارتها الصحافة ليست الأهم في الورقة التي قدمتها في نادي الرياض الأدبي ومع الأسف تم تجاهل نقاط مهمة وثرية ذكرتها عن الرواية السعودية تحدثت في الورقة عن نماذج من بعض الروايات الناضجة ومسارات الرواية السعودية وتناولت الورقة ثلاثة اركان وهي: تناول الرواية لحرب الخليج، والطفرة الاقتصادية والصحوة الدينية وذكرت بالنسبة للرواية لابد أن النهج المعرفي والتراكم والمعرفة وما كنت اريد قوله ان التركيز على التابو ليس هدفا للرواية كما يفعل البعض.. الرواية فن عال شمولي لكل شرائح المجتمع والرواية فن راق تدخل فيها كل الفنون فهل يمكن أن يقام في أي بلد سينما ومسرح ولا تحضر الرواية؟ أؤكد أن الرواية ليست تسجيلا لمشهد يومي أو هدفا للإثارة والشهرة.