صرح وزير العمل بأن قرار خفض ساعات العمل بالنسبة للعاملين في القطاع الخاص تحت الدراسة، وأن هناك توجها لخفض ساعات العمل من 48 ساعة أسبوعياً الى 40 ساعة موزعة على 5 أيام بالأسبوع. الموظف في القطاع الخاص يقضي معظم يومه في العمل، فلا يوجد أي ترابط بين حقيقة العمل وحقيقة الحياة الخاصة. ومع تطور التكنولوجيا تفاءل الكثير بأنها ستقلل من شقاء العمل ولم يتوقع الكثير بأن تلك التكنولوجيا ستزيد من مسؤوليات الكثير بمتابعة العمل لساعات إضافية خارج أوقات العمل الرسمية لمتابعة مسؤولياتهم. الأغلبية من ملاك الشركات الخاصة لا يعطون أي اهتمام لموظفيهم لخلق توازن بين حياة العمل وحياتهم الشخصية معتقداً بأن الموظف مستعبد فقط ويتم صرف أجر شهري له مقابل عمله متجاهلاً الكثير من الجوانب الإنسانية، أي بمعنى آخر أصبح العمل في شركات القطاع الخاص «إما أن تكسب عملك ومستقبلك وتخسر نفسيتك أو تكسب نفسيتك وتخسر عملك ومستقبلك». بمعنى آخر أصبح العمل في شركات القطاع الخاص «إما أن تكسب عملك ومستقبلك وتخسر نفسيتك أو تكسب نفسيتك وتخسر عملك ومستقبلك». مفهوم العمل عند الأغلبية من ملاك القطاع الخاص عند توظيف العامل بأن الموظف عليه أن يعمل لساعات طويلة لكي يحصل على أجر شهري ليعيش ويرتقي، متجاهلاً أن ذلك يؤدي لسلبيات عديدة على الموظف ومتجاهلاً حتى حياة الموظف الخاصة وأسرته وتأثيرها على انتاجيته، ويهدد أغلبهم بأن هناك الكثير ممن يبحثون عن وظائف أو بمعنى آخر ممن يرضون بأن يستعبدوا من قبل صاحب العمل. لا ننكر أن بعض الشركات الخاصة تدعم موظفيها بعوائد مادية عالية جدا أو مرضية لحد ما مقابل ساعات العمل، وأيضا يجب علينا ألا ننسى أن أحد الأهداف الحقيقية من الحياة هو السعادة والشعور بالرضا النفسي تجاه أنفسنا. فهناك الكثير من الشركات خصصت مبالغ لطرح برامج توازن بين حياة الموظف ووظيفته وأهم تلك البرامج هو العمل بالإنجاز أو مؤشرات الأداء وليس بالحضور للمكتب والعمل لساعات طويلة وكانت النتائج إيجابية من ناحية الانتاجية لكل موظف. نخشى أن يصبح العمل في أغلب القطاعات الخاصة مقصده الاستعباد وتنفيذ الأوامر وعدم الاهتمام بحقيقة حياة الموظف الخاصة، فالكثير من الدول المتقدمة أعادت النظر في ساعات العمل الأسبوعية المخصصة للموظفين في جميع القطاعات وذلك بهدف زيادة الانتاجية وأيضاً لتوفير فرص عمل إضافية من خلال العمل الجزئي لفئة كبيرة من العاطلين. فحسب الإحصائيات الأخيرة تبين أن السبب الرئيسي لتنقل الكثير من الموظفين بين القطاعات كان بسبب عدم وجود التوازن بين الحياة العملية والحياة الخاصة للموظف وعدم وجود أي اهتمام من قبل أغلب القطاعات الخاصة لإعادة النظر في ذلك. نتمنى أن يتم إقرار تعديل على ساعات العمل الأسبوعية في نظام العمل السعودي والذي تمت صياغة العديد من بنوده لسوق عمالة غير سعودية في ظل توجه الدولة لتوطين الكثير من الوظائف. Twitter: @Khaled_Bn_Moh