حينما يرغب المراجع بمراجعة احد مكاتب العمل فعليه ان يجهز نفسه لرحلة معاناة ماراثونية تبدأ غالباً قبل بداية الدوام الرسمي للمكاتب باكثر من ساعة على اقل تقدير ثم تأتي مرحلة الانتظار في جو يغلب عليه كثرة المناوشات بين اغلب المراجعين وموظفي المكاتب ثم يلي ذلك مرحلة تقديم الطلب وهي مخصصة لفترة معينة فقط وغالباً تكون قبل آذان الظهر وفي خلال هذه المرحلة تظهر الشروط التعجيزية والفتاوى والحلول الغير مجدية والاجتهادات الشخصية من قبل اغلب موظفي مكاتب العمل وبدون اي مجال للمناقشة واخيراً مرحلة مغادرة المكتب اما بتطبيق المثل الشعبي على المراجع (كأنك يابوزيد ماغزيت) بسبب عدم انهاء معاملته او للاسف عدم وجود الحل لقضيته لدى مكاتب العمل او الاستعداد لتكملة رحلة المعاناة في موعد يعطى من قبل مكاتب العمل والذي قد يحدد في بعض الحالات الى اكثر من اسبوع الا اذا تم فقدان معاملته فستمتد مدة الانتظار الى اشهر عديدة. رحلة مراجعة مكاتب العمل تحتاج الى شخص يملك من المهارات الكثير حتى يتمكن من انهاء معاملته ونذكر منها الصبر والاسلوب الاقناعي ومهارة اتقان الرد السريع لأي فتوى من قبل موظفي المكاتب بالاضافة الى مراجعة قوانين وشروط ومعايير الخدمات التي تقدمها مكاتب العمل (اذا تمكن من الحصول عليها) ويفضل حفظها وطباعة نسخه منها للرجوع إليها وعرضها على الموظف عند الدخول في مناوشات مسدودة مع اغلب موظفي مكاتب العمل. رحلة مراجعة مكاتب العمل اصبحت تشكل كابوساُ مزعجاُ للعديد من المراجعين الافراد واصحاب المنشآت وخاصة الصغيرة والمتوسطة منها وبعض الانظمة والشروط التقليدية فيما اصبحت تشكل عائقاً للكثير منها ويدفعها للخروج بخسائر ليست بقليلة لو تم تطبيق اختبارات مفاجئة عن قوانين العمل السعودي ومعايير الاستقدام لموظفي مكاتب العمل فأنا اجزم بأن الاغلبية من الموظفين لن يجتازوا هذا الاختبار وذلك يعود الى اسباب لا يتحملها الموظفون وحدهم. لا ارى انه من الحرج تطبيق البرامج التدريبية وورش العمل المكثفة لموظفي مكاتب العمل على الانظمة وقوانين العمل ومعايير الاستقدام قبل مباشرتهم للعمل ومواجهة وخدمة المراجعين وايضا زيادة عدد الموظفين في المكاتب لاستقبال وانهاء الطلبات العديدة من المراجعين واعادة النظر في ساعات استقبال المعاملات من المراجعين والاستعانة بالتقنية الالكترونية الحديثة لتطوير العمل والاستفادة من التجارب الناجحة لبعض الجهات الحكومية في التعامل مع المراجعين وسرعة انجاز معاملاتهم دون الحاجة لمراجعة مكاتبها ولا ارى انه من الحرج محاسبة واستبدال المتقاعسين وغير المؤهلين من موظفي مكاتب العمل بكفاءات قادرة على خدمة المراجعين بالشكل المرضي. رحلة مراجعة مكاتب العمل اصبحت تشكل كابوساُ مزعجاُ للعديد من المراجعين الافراد واصحاب المنشآت وخاصة الصغيرة والمتوسطة منها وبعض الانظمة والشروط التقليدية فيما اصبحت تشكل عائقاً للكثير منها ويدفعها للخروج بخسائر ليست بقليلة يتحملها ملاكها فقط. Twitter: Khaled_Bn_Moh