كشفت تقارير إخبارية امس أن الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح هدد بالإيعاز لنواب حزبه (المؤتمر الشعبي العام) بسحب الثقة من حكومة الوفاق برئاسة محمد سالم باسندوه ردا على التهديد بفرض عقوبات على أقاربه الرافضين لقرارات إقالتهم من قيادة عدد من الوحدات العسكرية. ونقلت صحيفة «البيان» الإماراتية عن مصادر سياسية يمنية مطلعة القول إن صالح «هدد بالإيعاز إلى مجلس النواب الذي يسيطر عليه حزب المؤتمر الشعبي لسحب الثقة من حكومة باسندوه ومن ثم إرباك العملية السياسية وإفشالها» في أعقاب تلقيه تأكيدات من مبعوث الأممالمتحدة جمال بن عمر نية عشر دول تبني عقوبات جماعية فردية على أقاربه الرافضين لقرارات الرئيس عبدربه منصور هادي بعزلهم أو نقلهم من مواقعهم في قيادة وحدات في الجيش. كما أشارت المصادر للصحيفة إلى أن «المبعوث الدولي أطلع صالح خلال اللقاء على نوايا الدول العشر المعنية بالإشراف والمتابعة لتنفيذ اتفاقية التسوية السياسية فرض عقوبات دولية على أقاربه الرافضين قرارات عزلهم من مواقعهم في قيادة عدد من الوحدات العسكرية» ، لافتاً أن «القرار سيطرح في اجتماع مجلس الأمن الدولي المقبل». وأشار إلى أن المبعوث الدولي أكد للرئيس السابق صالح أن اتفاق مغادرته السلطة ومنحه الحصانة القضائية يرتبطان بعدم ممارسته أي نشاط سياسي حالياً ، مؤكدة أن صالح رد بتمسكه بالمبادرة الخليجية ، مجدداً انتقاداته لما أسماه «الانتقائية» في تطبيق البنود ، في إشارة إلى مطالب أقاربه إقالة أخيه غير الشقيق اللواء علي محسن الأحمر من قيادة الفرقة الأولى المدرعة. من ناحية ثانية,اكد المبعوث الاممي لليمن جمال بن عمر امس ان الاخ غير الشقيق للرئيس السابق علي عبدالله صالح انهى تمرده ونفذ قرار اقالته من قيادة القوات الجوية في اطار عملية اعادة هيكلة القوات المسلحة بموجب اتفاق انتقال السلطة. وقال بن عمر لوكالة فرانس برس ان اللواء محمد صالح الاحمر الذي كان يرفض منذ السادس من ابريل تنفيذ قرار الرئيس الجديد عبد ربه منصور هادي باقالته قد «سلم اليوم مهامه الى خلفه، وقد حضرت شخصيا مراسم التسلم والتسليم». وذكر بن عمر الذي وصل الاسبوع الماضي الى صنعاء ان «كل قرارات الرئيس في طور التطبيق وستطبق». ويشير المبعوث بذلك على ما يبدو الى تمرد اللواء طارق محمد عبدالله صالح قائد الحرس الرئاسي وابن شقيق الرئيس السابق، ورفضه التنحي من منصبه وتعيينه في قيادة الكتيبة 37 للحرس الجمهوري المتمركزة في محافظة حضرموت. وذكرت مصادر من محيط بن عمر ان التسلم والتسليم في قيادة القوات الجوية تم «بعد ضغوطات دولية قوية من اجل تطبيق قرار الاقالة». وكان اللواء الاحمر والضباط الموالون له اغلقوا مطار صنعاء لساعات غداة قرار الاقالة، وسط انباء عن تهديدات اطلقت من قبل هؤلاء باستهداف الطيران. إلا أن الولاياتالمتحدة سارعت إلى تأكيد دعمها الكامل لقرار الرئيس هادي. وتحدث السفير الأمريكي في اليمن جيرالد فيرستاين الاحد عن احتمال فرض عقوبات على القائدين العسكريين المتمردين. ويحظى هادي بدعم دولي وخليجي قوي لتنفيذ اتفاق انتقال السلطة الذي ينص خصوصا على اعادة هيكلة القوات المسلحة التي يسيطر اقارب صالح على مراكز حساسة فيها.