وافقت اللجنة الاقتصادية لمجلس الشورى الاسبوع الماضي على مشروع نظام يتم بمقتضاه انشاء هيئة وطنية للمنشآت الصغيرة والمتوسطة على ان يتم التصويت على فقرات النظام من قبل الاعضاء قريبا، كما تم اقتراح انشاء برنامج وطني للمنشآت الصغيرة والمتوسطة وتخصيص مبلغ خمسة وعشرين مليار ريال لتمويل هذه المنشآت، وتأتي مبادرة انشاء هيئة متخصصة لدعم هذا النوع من المنشآت بعد فترة طويلة من الزمن عانت ولازالت تعاني منها هذه الفئة من توافر موارد ومتطلبات عديدة، يبرز اهمها توافر البرنامج التمويلي الذي من خلاله يتم الدفع بتحسين قدرات هذه المنشآت الى مستويات اعلى. وكما هو المنطق، فالاهتمام المحدود او غير واضح لهذه المنشآت طوال الفترات السابقة افرز إيجابيات وسلبيات على هذه الفئة، فتأتي اهم السلبيات هي عدم دخول مجموعة كبيرة من السوق نتيجة عدم توافر الموارد والحلول التي تساعدهم على النجاح، والأمر الثاني الاكثر خطورة زيادة المنشات التي تعمل تحت مظلة التستر ، وتأتي الإيجابيات واهمها تبني مجموعة كبيرة من المؤسسات والهيئات برامج اجتماعية تساهم في تدريب وتمويل المنشآت الصغيرة لقناعتهم الكاملة بأهمية هذه المنشآت ودورهم الاقتصادي والاجتماعي. كلي امل ان ارى هذه الهيئة تنشأ قريبا، وفي نفس الوقت علينا عدم استعجال النتائج، والمأمول هو ان نرى عملا استراتيجيا ستقوم به هذه الهيئة وسط إيضاح كامل ومقنع للدور الذي ستلعبه هذه الهيئة كلي امل ان ارى هذه الهيئة تنشأ قريبا، وفي نفس الوقت علينا عدم استعجال النتائج، والمأمول هو ان نرى عملا استراتيجيا ستقوم به هذه الهيئة وسط إيضاح كامل ومقنع للدور الذي ستلعبه هذه الهيئة في الارتقاء وتطوير البيئة التي ستعمل بها هذه المنشآت، وان لا يتم اختزال دور الهيئة بالعملية التمويلية فقط دون توافر الخدمات والحلول الاخرى التي من خلالها يتم ضمان اعلى معدلات النجاح والاستمرار لهذا النوع من المنشآت وبأقل معدلات المخاطرة ، كما نتمنى ان يتم استقطاب الكفاءات وان يكون ذلك احد اهم عناصر نجاح الهيئة، والاستفادة من خريجي برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي والاستفادة منهم بان يتم توظيفهم للعمل بالهيئة من بداية مرحلة إنشائها . كما هو حال المملكة في التعامل والنظرة الى المنشآت الصغيرة والمتوسطة، هو حال مجموعة كبيرة من دول العالم، حيث معظم الدول تعاني الكيفية الملائمة لتنمية هذه المنشآت، وكما تحاول تلك الدول تحسين المناخ الاقتصادي لهذه المنشآت، نعمل نحن كذلك لتحقيق نفس الهدف، ومع الهيئة القادمة نتطلع الى النظر في نموذج عمل مختلف ومتطور لدعم سير هذه المنشآت الحالية والمستقبلية ورفع مساهمتها في الناتج المحلي الاجمالي عبر دراسة واقعية عن ماهية عناصر النجاح المطلوبة والمصفوفة التي ينبغي العمل من خلالها، وتأتي دول مثل الولاياتالمتحدة وسنغافورة وإيرلندا كأفضل الدول التي استطاعت ان تنشئ اجهزة متخصصة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة وحققت نجاحات متميزة. [email protected]