رغم التطور الملحوظ في نمط حياتنا اليومية و الذي وضع أمامنا تحديات ينبغي مواجهتها خاصة فيما يتعلق بالمشاكل الأسرية و تربية الأبناء و التي نحتاج في معالجتها إلى طرق صحيحة للحفاظ على هذا الكيان من الانهيار أو الوقوع في مشاكل قد تعصف به. وتدخلنا في نفق مظلم لا نستطيع الخروج منه، من هنا تأتى الحاجة الماسة إلى تأسيس مؤسسات المجتمع المدني المتخصصة في الوقاية من الإمراض الاجتماعية المؤثرة بشكل مباشر في الكيان الأسري وذلك بغرض الحفاظ على الأسرة . يقول علي الصالح:" و هو أحد الأشخاص المستفيدين من هذه المراكز. يعتبر وجود مثل هذه المراكز و المؤسسات في مجتمعنا شي ضروري خاصة أن هناك العديد من الاشخاص لا يملكون ثقافة كيفية إنهاء الخلافات التي تقع بين افراد أسرتهم، ولهذا فإن وجود هذه المراكز في مجتمعنا شيء له ضرورة قصوى. وأضاف الصالح:" لقد كنت غير مهتم بدور هذه المراكز، في إنهاء الخلافات ولكن بعد تفاقم المشكلات العالقة منذ سنوات بيني وبين زوجتي، فضلت أن ألجأ إلى أحد هذه المراكز، وقد كان سبب عزوفي عن هذه الخطوة منذ البداية هو كبريائي وعنادي و عدم رغتبي في الاستماع لرأي أي شخص أخر خاصتا إن كان من أهل زوجتي التي كانت بالفعل تريد الحفاظ على كيان الاسرة أو من أشخاص ينتمون لأهلي، لدرجة أنه كان ينتابني غضب شديد عندما أرى تدخل أي طرف ثالث في مشكلتي مع زوجتي ولكن بعد ألحاح من قبل احد اصدقائي فضلت أن ألجأ إلى واحدا من المراكز لاستشارته في وضع الحلول العالقة بيني و بين زوجتي. أما عبدالرحمن الخالدي، فيقول:" دور المراكز الاسرية متعدد وفاعل ، وأنا أحد الذين لجأت إليهم لإنهاء خلافاتي الأسرية وذلك عن طريق الهاتف ، حيث لم تتجاوز مدة الاستشارة ساعة واحدة، ولكنها بالفعل أتت بثمارها حين أنهت جميع خلافاتي مع زوجتي ، والسبب في تأخري من وجهة نظري هي المكابرة و العناد التي كنت أعتبرها ستزيدني رجولة ولكن في الواقع قد تكون سبباً في تفاقم المشكلة مرة أخره. اما يوسف المحسن فيقول:" ينبغي على المقبلين على الزواج بأن يلتحقون بمثل بهذه المراكز من أجل الاستفادة من المحاضرات والدورات التدريبية التي يقدمونها عن فن التعامل مع الزوجه وكيفية المحافظة على كيان الاسرة خاصة أننا حالياً نعاني الكثير من المشاكل الزوجية التي زادت من نسبة الطلاق في مجتمعنا. وذلك لقلة الثقافة من قبل الزوج والزوجة بمثل هذه الأمور، فهذه الدورات التي تقدمها بعض المراكز تحتوى على معلومات قيمه جداً وبأسلوب مبسط ورائع. وأضاف المحسن:" ومن هذا المنطلق و عن تجربة شخصية فإني انصح كل إخواني المقبلين على الزواج بأن يلتحقون بمثل هذه المراكز لما فيها من محاضرات تثقيفية مهمة بالنسبة لهم.و سوف يستفيدون منها في حياتهم الأسرية ، وعليه فمن أراد أن يعيش سعيداً في حياته مع زوجته أن يثقف نفسة في كيفية التعامل معها. استشارات أسرية ومن جانبه أوضح المستشار في القضايا الاسرية ورئيس أحد المراكز الاجتماعية في مدينة الدمام صالح آل إبراهيم أن دور مثل هذه المراكز والمؤسسات الاجتماعية هو دور معنى بنشر الثقافية الزوجية على أسس المبادئ الدينية" بالإضافة إلى التأهيل والتدريب للمقبلين على الزواج و تعليم الأسس التربوية و التي بدورها تنعكس على الأسرة، بالإضافة إلى إكساب الزوجين مهارات وفنون في التعامل فيما بينهما وإدارة شئون الأسرة والمنزل بطريقة حديثه . تستطيع من خلالها مواجهة التحديات الناتجة عن التطور الملحوظ في حياتنا اليومية. وعن تزايد المشاكل الاسرية التي تقع في مجتمعنا في وقتنا الحالي قال آل إبراهيم :" تزايد المشاكل الاسرية سببها وسائل الاتصالات الحديثة التي أصبحت كثيرة و متنوعة ، كذلك عدم رغبة رب الأسرة بتدخل أي طرف في حياته الزوجية مما يزيد من حدة الخلاف العالق بينه و بين زوجته. وذكر آل إبراهيم" بأن الزوجات هم الأكثر حرصا على إيجاد الحلول المناسبة لمشاكلهن ولكن في بعض الأحيان يتطلب الأمر معرفة رأي الزوج أيضا ومعرفة سبب وقوع مثل هذه الخلافات بينهم ، وهنا تبدأ الصعوبات لدينا، والسبب هو الكبرياء عند الزوج وعدم رغبته بتدخل أطراف خارجية في حياته الشخصية وعلى أثر ذلك لا تنتهي المشكلة في حينها فربما نحتاج الى فترة زمنية أطول، وهذا الشعور الذي يعيشه الزوج تجاه زوجته نابع من العادات والتقاليد التي نعيشها في مجتمعنا.