اختتمت الاربعاء جلسات وأعمال المؤتمر الأول للغة العربية ومواكبة العصر الذي نظمته الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة واستمر على مدى اليومين الماضيين. وشهد اليوم الأخير من المؤتمر طرح 18 بحثاً تركزت حول «هموم اللغة العربية في عصر العولمة» حيث ألقى الأستاذ في جامعة أبي بكر بالجزائر عبدالقادر بو شيبة بحثاً حول «اللغة العربية والتنمية المستدامة .. جدليَّة العلاقة وسبل النهوض». مبينا التحديات التي تواجه اللغة العربية الفصحى في مقاومة التهميش والتجاهل اللذين يلاحقانها خاصة في عصر العولمة. كما ألقى الأستاذ في جامعة فرحات في الجزائر الدكتور نواري الحاج بحثاً بعنوان «اللغة.. الفكر والهوية في زمن عولمة القيم» ، أكّد فيه أهمية اللغة في التواصل بين الإنسان وغيره وفي بلورة فكره وهويته، ثم طرح جملة من التساؤلات عن آليات حماية اللغة في ظل تيار الحداثة العولمي الوافد إلينا. وضمن الجلسة الختامية للمؤتمر ألقى الأستاذ المشارك في قسم اللغة العربيَّة في جامعة الإسراء بالأردن الدكتور رائد جميل محمد عكاشة بحثاً في «دور اللغة العربية في تشكيل الشخصيَّة والهويَّة والبناء المعرفي». وقال: إن الإسلام واللغة ركنان أساسيان في تشكيل الشخصية والهوية، وكلاهما متناسق مع الآخر، كما قدم الباحث من مركز اللغات بالجامعة الإسلاميَّة العالميَّة بماليزيا الدكتور محمد فوزي يوسف بحثاً عن «مخاطر تواجه اللغة العربية في الوقت المعاصر» تناول فيه مخاطر العولمة على اللغات الحية ولا سيما اللغة العربية، كما ذكر أسماء عدد من مشاهير الأدباء وعلماء اللغة قال إنهم أعداء اللغة العربية من وجهة نظر. وتحت عنوان «اللغة العربية رهينة المَحْبَسين.. الكتاب وقاعة الدرس» قدّمت الباحثة من كلية اللغة العربيَّة بجامعة الدمام الدكتورة ليلى شعبان شيخ بحثاً أكدت فيه أن اللغة ليست حروفاً وأصواتاً فحسب، وإنما هي نظام لغوي مشحون بعواطف وانفعالات وثقافات وتجارب شعوب في قرون متتابعة. كما طرح الباحث من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور عصام عيد أبو غربيّة بحثاً عن «العولمة وأثرها على اللغة العربيَّة» أكد فيه وجود آثار إيجابية للعولمة على اللغة العربية، وأخرى سلبية. كما قدم الأستاذ بكلية التربية في حفر الباطن الدكتور إبراهيم عبدالفتاح رزق دراسة بعنوان «الدور الحضاري للغة العربيَّة» أشار فيها إلى دور اللغة العربية في تحقيق الاتصال والتواصل الحضاري الإنساني من خلال حركة الترجمة للتراث القديم في العصر الإسلامي. وقدّم الأستاذ بجامعة ألبيرتا بمونتريال في كندا الدكتور سفيان موسى الحامد بحثاً بعنوان «فرنسا كنموذج يُحتذى به في مجال دفاعها عن لغتها» تناول فيه الجانب التاريخي من التدخل الفرنسي لمناصرة اللغة الفرنسية. بدوره ثمن عضو مجلس الشورى حمد بن عبدالله القاضي التوصيات والرؤى التي خرج بها «مؤتمر اللغة العربية ومواكبة العصر»، الذي نظمته الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة ورعاه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة، وقال: «إن من شأن هذه التوصيات والرؤى التي جاءت حصيلة جلسات المؤتمر الذي شارك فيه مختصون ومختصات باللغة العربية من جميع الأقطار العربية الحفاظ على لغتنا إذا ما تم الأخذ بهذه التوصيات وتفعيلها». وأضاف القاضي في تصريح لوكالة الأنباء السعودية: إن موضوع هذا المؤتمر عن اللغة العربية جاء في وقته حيث تواجه اللغة العربية تحديات كبيرة داخلية وخارجية في سبيل الحفاظ عليها والتمسك بها وبخاصة لدى الأجيال العربية الجديدة.