اختتمت اليوم جلسات وأعمال المؤتمر الأول للغة العربية ومواكبة العصر الذي نظمته الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة واستمر على مدى اليومين الماضيين. وشهد اليوم الأخير من المؤتمر طرح 18 بحثاً تركزت حول " هموم اللغة العربية في عصر العولمة " حيث ألقى الأستاذ في جامعة أبي بكر بالجزائر عبد القادر بو شيبة بحثاً حول " اللغة العربية والتنمية المستدامة.. جدليَّة العلاقة وسبل النهوض ". وأشار الباحث في بداية حديثه إلى التحديات التي تواجه اللغة العربية الفصحى في مقاومة التهميش والتجاهل اللذين يلاحقانها خاصة في عصر العولمة، منوهاً إلى أهمية الجهود التي تمكِّن للعربية في وطنها، مضيفاً بأنه لا سبيل إلا أن تكون العربية هي لغة التعليم والعلوم والاقتصاد والإدارة والإعلام والصناعة والتقنية، وأكد بو شيبة أن تلك هي مجالات التنمية المستدامة والشاملة، ثمَّ تساءل في بحثه عن مدى مساهمة العربية في تحقيق التنمية الشاملة في الوطن العربي، محدداً إطار البحث الماثل في العلاقة الجدلية والتلازمية بين التنمية واللغة. واستنتج الباحث عبدالقادر بو شيبة في نهاية حديثه أن التنمية عندما تحمل بلغة ما فإنه يؤدي حتمًا إلى تفعيل هذه اللغة وتنميتها وتطويرها وجعلها لغة حيّة مواكبة للعصر والعكس في ذلك صحيح. وأضاف أن اللغة لا تستطيع أن تنمو وتتطور وتواكب الجديد وهي مغيَبة عن مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. كما ألقى الأستاذ في جامعة فرحات في الجزائر الدكتور نواري الحاج بحثاً بعنوان " اللغة.. الفكر والهوية في زمن عولمة القيم " ، أكّد فيه أهمية اللغة في التواصل بين الإنسان وغيره وفي بلورة فكره وهويته، ثم طرح جملة من التساؤلات عن آليات حماية اللغة في ظل تيار الحداثة العولمي الوافد إلينا. وحاول الباحث تعريف اللغة من عدة زوايا مختلفة، ثم عرج على الربط بين اللغة وبين أبعاد الشخصية الإنسانية محدداً في ذلك أبرز ملامح ارتباط اللغة بالفرد، وتباين أداءات اللغة باختلاف الهوية الجنسية، وفي هذا الشأن أبرز الباحث الاختلافات اللغوية بين الرجال والنساء، كما أبرز دور اللغة كعنصر من عناصر الفكر وتوصيل المضامين، واستعرض الباحث في تناوله هذه الموضوعات الكثير من النقول عن المختصين في فنون علمية متنوعة. كما ناقش الحاج في بحثه جملة من القضايا ومنها قضية الربط بين الحداثة والعولمة في إطار المنظومة المعرفية العلمانية الغربية، وقضية موقف اللغة واللغة العربية على وجه الخصوص من حداثة الفكر وآليات اشتغاله وفق المنظومة العلمانية، ثم حدَّد مفهومه للعولمة بأنها نظام ذو خلفية فلسفية تؤمن بالتقدم الغربي وتفوق النموذج الأمريكي. // يتبع //