غوارديولا مُستاء من ازدحام جدول الدوري الإنجليزي    الهلال يضرب الأخدود برباعية في دوري روشن للمحترفين    المملكة تفعّل قواعد «التسويات المالية» لمواجهة الفساد    رسمياً .. النصر يضم الكولومبي "جون دوران"    ولي العهد يقود مسيرة تعزيز الانتماء.. إلزام الطلاب بالزي السعودي كرمز للهوية الوطنية    إحباط تهريب 198 كجم «قات» بمنطقتي عسير وجازان    نائب رئيس مجلس الوزراء وزير داخلية الإمارات يغادر الرياض    وزير الخارجية ونظيره الأمريكي يبحثان العلاقات الثنائية بين البلدين    أمير الرياض يعزّي في وفاة الأميرة وطفاء بنت محمد آل عبدالرحمن آل سعود    الأمم المتحدة: الاحتياجات الإنسانية في قطاع غزة «هائلة»    المملكة تضيء معرض القاهرة بالثقافة والترجمة    الفتح يتعاقد مع حارس النصر "العقيدي" على سبيل الإعارة    مسؤولة بالاحتياطي الفدرالي تدعو لمواصلة خفض أسعار الفائدة لحين تراجع التضخم    تعادل سلبي بين الفيحاء والتعاون في دوري روشن    «سيوف» السعودية تخطف التوقيت الأفضل في ال«جذاع»    موسكو: «البريكس» لا تخطط لإصدار عملة موحدة    مخيم "مشراق 2″يختتم فعالياته التوعوية تحت شعار "شتاؤنا غير مع تواصل"    التوعية ودعم الشباب.. أبرز توصيات ورشة "إعمار الأرض" بالأحساء    تدريب 15 طالبة جامعية على نظم المعلومات الجغرافية بالشرقية    تعليم شرق الدمام" يكرم الفائزين بمسابقة تحدي القراءة العربي    تعرف على تفاصيل «المصافحة الذهبية» للجهات الخاضع موظفوها لسلالم الخدمة المدنية    «صفقة السبت».. إطلاق 3 أسرى إسرائيليين مقابل 90 فلسطينيا    الأستاذ يحيى الأمير.. "وجدت نفسي تلميذًا بين يدي الطبيعة ومواسم الحصاد كانت تأسرني"    حرس الحدود بالمنطقة الشرقية ينقذ امرأة من الغرق أثناء ممارسة السباحة    خطيب المسجد النبوي: ثقوا بربكم الرزاق الشافي الغني عن الخلق فهو المدبر لأموركم    وصول الطائرة الإغاثية السعودية ال 55 لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة    "هيئة العقار" تُعلن تمديد فترة استقبال طلبات الانضمام للبيئة التنظيمية التجريبية للشركات التقنية العقارية    دور برنامج خادم الحرمين الشريفين في إثراء تجربة المستضافين في ندوة بمكة اليوم    رحيل الموسيقار ناصر الصالح    تقييم جديد لشاغلي الوظائف التعليمية بالمملكة من 5 درجات    رياح نشطة مثيرة للأتربة والغبار على تبوك والمدينة ومكة    ارتفاع اسعار النفط    الخليج يعزز هجومه بالنمساوي «مورغ»    «سلمان للإغاثة»: تدشين مشروع أمان لرعاية الأيتام في حلب    هل سمعت يوماً عن شاي الكمبوتشا؟    دهون خفيّة تهدد بالموت.. احذرها!    للبدء في سبتمبر.. روسيا تطلق لقاحاً مضاداً للسرطان يُصنع فردياً    رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا حادثة اصطدام الطائرتين في واشنطن    القاتل الثرثار!    وفاة ناصر الصالح    العنزي يحصل على درجة الدكتوراة    هل تنجح قرارات ترمب الحالية رغم المعارضات    برقية ولي العهد إلى الرئيس السوري الجديد.. خطوة إستراتيجية نحو استقرار المنطقة    التراث الذي يحكمنا    نيابة عن أمير قطر.. محمد آل ثاني يقدم العزاء في وفاة محمد بن فهد    لماذا صعد اليمين المتطرف بكل العالم..!    مصحف «تبيان للصم» وسامي المغلوث يفوزان بجائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام    أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على الأميرة وطفاء بنت محمد آل عبدالرحمن آل سعود    تجمع القصيم الصحي يفوز بأربع جوائز في ملتقى نموذج الرعاية الصحية السعودي 2025    "مفوض الإفتاء بمنطقة حائل":يلقي عدة محاضرات ولقاءات لمنسوبي وزارة الدفاع    مستشفى خميس مشيط للولادة والأطفال يُنظّم مبادرة " تمكين المرض"    الديوان الملكي: وفاة الأميرة وطفاء بنت محمد آل عبدالرحمن آل سعود    المفتي للطلاب: احذروا الخوض في منصات التواصل وتسلحوا بالعلم    تعزيز العلاقات البرلمانية مع اليابان    عشر سنبلات خضر زاهيات    أهم الوجهات الاستكشافية    خطورة الاستهانة بالقليل    حسام بن سعود يستعرض مشروعات المندق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هموم اللغة العربية في عصر العولمة طرحت على مائدة أبحاث اليوم الأخير من مؤتمر (اللغة العربية ومواكبة العصر)
اختتم أعماله أمس.. ونظمته الجامعة الإسلامية
نشر في الندوة يوم 12 - 04 - 2012

شهد اليوم الثاني والأخير من جلسات مؤتمر اللغة العربية ومواكبة العصر الذي اختتتم أعماله (أمس) الأربعاء في الجامعة الإسلامية طرح 18 بحثاً تركزت حول “هموم اللغة العربية في عصر العولمة”.
فقد ألقى الأستاذ عبدالقادر بو شيبة من جامعة أبي بكر بلقايد بالجزائر بحثاً حول “اللغة العربية والتنمية المستدامة: جدليَّة العلاقة وسبل النهوض” وقد أشار الباحث في بداية حديثه إلى التحديات التي تواجه اللغة العربية الفصحى في مقاومة التهميش والتجاهل اللذان يلاحقانها خاصة في عصر العولمة، كما أشار إلى أهمية الجهود التي تمكِّن للعربية في وطنها، وانتهى إلى القول بأنه لا سبيل إلا أن تكون العربية هي لغة التعليم والعلوم والاقتصاد والإدارة والإعلام والصناعة والتقنية، وتلك هي مجالات التنمية المستدامة والشاملة، ثمَّ تساءل عن مدى مساهمة العربية في تحقيق التنمية الشاملة في الوطن العربي، وحدد إطار البحث الماثل في العلاقة الجدلية والتلازمية بين التنمية واللغة.
وقام الباحث بالتعريف بالعربية وتحديد خصائصها والتنويه بعبقريتها وأهميتها ووصف واقعها عنى الباحث الكريم بإيضاح وبيان بعض الأمور منها: التعريف باللغة العربية وبيان ما تتميز به من خاصيتي الإعراب والاشتقاق، وبيان أهمية اللغة العربية لدى العرب والمسلمين وعبقرية اللغة العربية في أسرارها وخصائصها، وواقع اللغة العربية اليوم والتحديات التي تواجهها.
كما تحدث الباحث حول دور اللغة العربية في تحقيق التنمية المستدامة في الوطن العربي ناقش الباحث باستفاضة جملة من المقاصد أبرزها: تعريف التنمية المستدامة، وواقع التنمية الاقتصادية والاجتماعية والمعرفية في الوطن العربي، وموقع اللغة العربية والتعريب في برامج التنمية في الوطن العربي وآثار التراجع في دور اللغة في إحداث التنمية خاصة في المجالات العلمية والتقنية، وذلك من حيث كون اللغة الأم في أية دولة هي المحرك الأساس لكل إبداع وابتكار، ومن حيث كون اللغة الوطنية هي العامل المهم في تشكيل مجتمع المعرفة المؤدى إلى حدوث التنمية الشاملة، وفي شأن هذه الحيثية الأخيرة عنى الباحث ببيان مفهوم مجتمع المعرفة ودور اللغة العربية في تشكيل مجتمع المعرفة في الوطن العربي وعوائد ذلك على اقتصاد المعرفة وتحقيق التنمية، وفي هذا الخصوص عنى الباحث بتحديد دور اللغة في اقتصاد المعرفة وتناول عددًا من النظريات الاقتصادية التي تصف وتُفسِّر هذا الدور، كما عدَّد مظاهر استفادة العالم العربي من الفرص التي سيتيحها أمامه اقتصاد المعرفة وأوضح المتطلبات اللازمة لذلك.
كما عرّج على دور التنمية المستدامة المحملة باللغة العربية في تنمية هذه اللغة وتطويرها ذكر الباحث أن التنمية المستدامة لن تحدث بعيدة عن اللغة الوطنية في البلدان العربية، وأن الاعتقاد بأن اللغة الأجنبية يمكنها القيام بهذا الدور ما هو إلا حديث مزعوم وهو في الحقيقة لن يؤدي إلى حدوث التنمية المنشودة، بل إنه لن يؤدي إلا إلى تكريس التبعية والتخلف.كما كشف الباحث عن عزمه على تقليب هذه التلازمية لرؤية دور التنمية التي تكون اللغة الأم في تنمية هذه اللغة وتطويرها، وفي سبيل تحقيق هذا الهدف ناقش الباحث بجد ووضوح الأمور منها: مفهوم التنمية اللغوية، ونصيب اللغة العربية من التنمية والتطوير في عصر النهضة. وقد أشاد في هذا الشأن إلى بعض جهود المخلصين في تنمية العربية وتطويرها وانتهى إلى القول:”إن إبعاد اللغة عن مواضع التنمية يعني التضييق من دائرة استعمالها وبمرور الزمن وتطاوله تذوي وتضعف ويصيبها الركود الذي قد يؤدي بها إلى الموت، وإن تحميل مظاهر التنمية ووسائلها باللغة العربية يؤدي حتمًا إلى تفعيل وتنمية اللغة وتطويرها، وإن العلاقة بين اللغة العربية والتنمية في الوطن العربي علاقة جدلية وتلازمية، فهما في تفاعل متبادل ومستمر، وهذا ما يؤكده كل المشتغلين في حقل التعريب والترجمة وتطوير العربية وكل المهتمين بمسألة المحتوى الرقمي العربي وتوطيد التكنولوجيا والثقافة الرقمية”.
وقد استنتج الباحث في نهاية حديثه أن التنمية عندما تحمل بلغة ما فإنه يؤدي حتمًا إلى تفعيل هذه اللغة وتنميتها وتطويرها وجعلها لغة حية مواكبة للعصر والعكس في ذلك صحيح، فإن اللغة لا تستطيع أن تنمو وتتطور وتواكب الجديد وهي مغيَبة عن مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
كما ألقى الدكتور: نواري الحاج سعودي من جامعة فرحات في الجزائر حول “اللغة ، الفكر والهوية في زمن عولمة القيم”.
وقد أشار الباحث في بداية حديثه إلى أهمية اللغة في التواصل بين الإنسان وغيره وفي بلورة فكره وهويته، ثم طرح جملة من التساؤلات عن آليات حماية اللغة في ظل تيار الحداثة العولمي الوافد إلينا.
وحاول الباحث تعريف اللغة من عدة زوايا مختلفة، ثم حاول الربط بين اللغة وبين أبعاد الشخصية الإنسانية محددًا في ذلك أبرز ملامح ارتباط اللغة بالفرد، وتباين أداءات اللغة باختلاف الهوية الجنسية، وفي هذا الشأن أبرز الباحث الاختلافات اللغوية بين الرجال والنساء، كما أبرز دور اللغة كعنصر من عناصر الفكر وتوصيل المضامين، وقد نقل الباحث في تناوله لهذه المواضيع الكثير من النقول عن المختصين في فنون علمية متنوعة.
كما ناقش الباحث جملة من القضايا في مقدمتها قضية الربط بين الحداثة والعولمة في إطار المنظومة المعرفية العلمانية الغربية، وقضية موقف اللغة واللغة العربية على وجه الخصوص من حداثة الفكر وآليات اشتغاله وفق المنظومة العلمانية، ثم حدَّد مفهومه للعولمة بأنها: نظام ذو خلفية فلسفية تؤمن بالتقدم الغربي وتفوق النموذج الأمريكي.
وحول اللغة العربية في ظل العولمة خلص الباحث إلى القول: بأن العولمة تهدف إلى محو الخصوصيات الثقافية والدينية والحضارية، بتغليب النموذج المهيمن في السياسة والاقتصاد على بقية النماذج، واللغة مشمولة هي الأخرى بالخضوع لنظام القيم العولمي، أي أن تتحول اللغة العربية إلى كائن غريب، ويرى الباحث أن اللغة العربية قد وضعت على أولى الخطوات نحو هذه النتيجة على مستوى الخطاب السياسي والإعلامي، بل وعلى مستوى المناهج التعليمية العربية، وقد حدد الباحث الكريم ثمانية مظاهر لأزمة اللغة العربية على مستوى الوطن العربي من أبرزها: غياب خطة عمل لتعليم العربية لغير الناطقين بها، والعكوف على المنهج التقليدي في تعليم اللغة، وغياب التكوين المتقن للمتخصصين في تعليم العربية.
أما حول رجعة العربية ومبادئ التخطيط اللغوي فقد رفض الباحث الوضع الراهن للغة العربية، واقترح مجموعة من الحلول لإحيائها والرقي بها إلى مصاف اللغات الحية من أبرزها: التخطيط اللغوي الذي يحكم عمليات التدخل في توجيه اللغة وينظم سيرها.
وفي حديثه حول العربية وجرأة القرار السياسي ناشد الباحث أصحاب القرار السياسي في العالم العربي اتخاذ القرارات المناسبة والكفيلة بإحياء اللغة العربية على غرار النموذج الفرنسي.
كما ربط الباحث في كلامه حول العربية وقطاع التعليم، بين أهداف العولمة ونظم التعليم في العالم، وذكر بأن العولمة تصبو إلى فرض إعادة النظر في النظم التعليمية في العالم، وانتقد الباحث نظام التعليم العربي، وقارن بينه وبين نظم التعليم في اليابان والصين، وصمم جدولاً لقياس نصيب الفرد من التعليم في مجموعة من الدول، ووضع مجموعة من المقترحات لإصلاح تعليم اللغة العربية في العالم العربي على مستوى المدارس والجامعات، وعلى مستوى الأسرة التي أناط بها الباحث الإسهام بدور لا يستهان به في إحياء اللغة من خلال استعمالها.
وفي ختام كلامه خلص الباحث إلى مجموعة من النتائج من أبرزها: أن اللغة العربية تعيش حاليًّا فترة من أحلك فترات حياتها، وأن تأخرها نابع من تأخر العالم العربي، وأن العجز الحالي فيها طارئ وأن التاريخ يشهد أنها استوعبت في ماضيها مختلف العلوم والفنون والآداب والفلسفات، فهي بطبيعتها لغة حية ولكنها تحتاج إلى يقظة عربية شاملة.
كما ألقى الدكتور: رائد جميل محمَّد عكاشة الأستاذ المشارك في قسم اللغة العربيَّة في جامعة الإسراء بالأردن حول “دور اللغة العربية في تشكيل الشخصيَّة والهويَّة والبناء المعرفي”.
وتحدث في ورقته حول دور اللغة في تشكيل الشخصية الإنسانية عامة والعربية الإسلامية خاصة؛ إذ يمثل الإسلام واللغة ركنيين أساسيين في تشكيل الشخصية والهوية، وكلاهما متناسق مع الآخر، فاللغة العربية الوسيلة الأساسية لفهم الإسلام، وهي شرط أساسي لازم للتفقه في شريعته وإدراك مقاصده العليا، واستنباط الأحكام الفرعية العملية من أصوله.وتفحص الباحث موقع الهوية في البناء المعرفي والفكري للأمة، وتعالق اللغة مع هذه الهوية. وهذا نابع من وعينا بأهمية اللغة في تكوين الهوية والذات، فنحن الأمة الوحيدة في العالم التي تتحدث لغة كتابها المقدس، تلك اللغة عينها منذ ما يقرب من ألف وخمسمائة عام.
وأثار عدداً من القضايا منها: علاقة اللغة بالإسلام، واللغة والهوية، وأهمية اللغة في تشكيل الشخصية، واللغة القومية أو اللغة الأم، واللغة والثنائية، واللغة، والسياسة اللغوية ودورها في بناء الذات، وما هي اللغة المناسبة للخطاب المعاصر.
كما أشار إلى “نظرة القدماء إلى علاقة اللغة بالإسلام”؛ إذ كشف الباحث عن إدراك سلف الأمة لدلالات ارتباط العربية بالإسلام، وقدّم نماذج لذلك من مكاتبات أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لعمّاله، ومن أقوال الأئمة: الشافعي وابن تيمية والغزالي والشاطبي، إلخ. وذكر أنه يُفهم من كلام السلف والخلف أنه ليس المقصود من تعلم اللغة العربية الاقتصار فقط على القواعد الأساسية التي تتوقف وظيفتها على معرفة ضوابط الصحة والخطأ في كلام العرب، وإنما المقصود من تعلم اللغة العربية لدارس الكتاب والسنة والمتأمل فيهما هو فهم أسرارها وإدراك مقاصدها والبحث عن كل ما يفيد في استنطاق النص، ومعرفة ما يؤديه التركيب القرآني على وجه الخصوص.
وتطرق في حديثه إلى الإسفار عن العلاقة بين اللغة والهوية ضمن إطارها الكلي، وذلك من خلال عنوان” اللغة والذات: نحو رؤية كلية في اللغة والهوية”؛ إذ أشار الباحث إلى أهمية اللغة في صنع الهوية، ثم أوضح مفهومه للهوية مميزاً بينها وبين ما أسماه بخطاب الهوية، وتطرق إلى موقع اللغة من ثقافة الأمة، وأعطى الباحث ثلاث حجج للارتباط الوثيق بين اللغة والهوية، وهي: الحجة الأساس، وحجة التأسيس، وحجة التأصيل والتفعيل.
كما ناقش بعض القضايا منها: جدلية اللغة والتواصل؛ إذ ناقش فيها غاية اللغة وقياس قوتها ووظيفتها في التواصل، وجدلية الانتماء والارتماء؛ إذ بحث فيها تجليات الانتماء إلى اللغة من خلال مفردة اللغة الأم واهميتها وضرورتها للمجتمع، ومظاهر الاستلاب اللغوي الذي اكتنف الأمة، تحت دعاوى التحديث من خلال مفردة الثنائية، واللغة بين الاستيعاب والتجاوز؛ إذ كشف الباحث عن الضرورة المعرفية لتطور اللغة، مقترحاً الخصائص الفنية والمضمونية للغة العصر.
وفي خاتمة حديثه أشار البحث إلى حالة الاغتراب التي تعانيها اللغة العربية بين أهلها، وكيفية الخروج من هذا المأزق الحضاري.قدم الباحث الدكتور محمَّد فوزي يوسف من مركز اللغات بالجامعة الإسلاميَّة العالميَّة بماليزيا بحثاً عن “مخاطر تواجه اللغة العربية في الوقت المعاصر” تناول فيه مخاطر العولمة على اللغات الحية ولا سيما اللغة العربية كما ذكر أسماء عدد من مشاهير الأدباء وعلماء اللغة قال إنهم أعداء اللغة العربية من وجهة نظره، من العرب ومن غير العرب.
وقسّم الباحث المخاطر التي تواجه العربية إلى داخلية من قبل أبنائها وخارجية من قبل أعدائها، محذراً من مخاطر انقراض اللغة العربية محمّلاً مسؤولية ذلك للأمة العربية والإسلامية.
وتحت عنوان “اللغة العربية رهينة المَحْبَسين – الكتاب وقاعة الدرس” قدّمت الباحثة الدكتورة ليلى شعبان شيخ من كلية اللغة العربيَّة بجامعة الدمام، بحثاً أكدت فيه أن اللغة ليست حروفاً وأصواتاً فحسب، وإنما هي نظام لغوي مشحون بعواطف وانفعالات وثقافات وتجارب شعوب في قرون متتابعة، مشيرة إلى أن اللغة العربية الفصحى حوصرت في مواقع الحياة المختلفة؛ في وسائل الإعلام وفي الشارع والبيت والمحافل الدولية والمدارس والجامعات.
وأوضحت الباحثة علاقة اللغة العربية بالشخصية العربية المسلمة بشكل خاص, وبالشخصية العربية بشكل عام، وأشارت إلى أن علاقتنا بالعربية علاقة وجود وتاريخ وهوية ومصير، وانتهت إلى أن اللغة العربية على الرغم من أهميتها, فقد تراجع بها مستخدموها، واختصروا وجودها في حياتهم، وأهملوها بوصفها أداة تعبير وطريقة تفكير ووسيلة توصيل , مؤكدةً ن أزمة اللغة العربية هي أزمة حامل اللغة.
وفي وصفها لحاضر اللغة العربية التي سحب البساط من تحتها في كل مكان , وساد الاعتقاد بأن آخر معاقلها هما: قاعة الدرس والكتاب , تساءلت الباحثة عن هذين المعتقلين, وهل كانا ملاذين آمنين لها؟ وهل اللغة تحيا بمحبسها؟ وقد أجابت الباحثة على تساؤلاتها بإجابات مشحونة بكثير من العواطف والغيرة والأسف على ما انتهى إليه واقع اللغة العربية.
وحددت الدكتورة ليلي أبعاد المشكلة التي تعانيها اللغة العربية في قاعة الدرس في بعدين رئيسين، هما : المدرس والكتاب أو المناهج المقررة , وقد نقدت الباحثة كلا البعدين نقداً موضوعياً موضحة أبرز مشكلات المدرس وأبرز مثالب الكتاب المدرسي.كما طرح الباحث الدكتور عصام عيد أبو غربيّة من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بحثاً عن “العولمة وأثرها على اللغة العربيَّة” أكد فيه وجود آثار إيجابية للعولمة على اللغة العربية، وأخرى سلبية حصرها في خمس مجالات: هي التوظيف وسوق العمل، والتعليم، والإعلام، ومجال وسائل التقنية الحديثة، ومجالات الحياة الاجتماعية اليومية.
وأشار الباحث إلى موقف الأمم الأخرى كاليابان وفرنسا من دعم اللغات الوطنية لها في مواجهة مخاطر العولمة مقدّماً عشرين مقترحًا لدعم اللغة العربية في مواجهة آثار العولمة الثقافية ومخاطرها.
وقدم الدكتور إبراهيم عبدالفتاح رزق الأستاذ بكلية التربية في حفر الباطن دراسة بعنوان “الدور الحضاري للغة العربيَّة” أشار فيها إلى دور اللغة العربية في تحقيق الاتصال والتواصل الحضاري الإنساني من خلال حركة الترجمة للتراث القديم في العصر الإسلامي، ودورها في نقل تراث الحضارة الإسلامية إلى أوربا في مطلع عصر النهضة.
كما تناول دور اللغة العربية في التواصل الحضاري؛ مشيراً إلى معيار التفرقة بين ارتباط المسلم باللغة العربية وارتباط غير المسلم بأي لغة أخرى، من حيث إن المسلم لا يستطيع أن يقرأ كتابه أو يؤدي شعائر دينه بغير اللغة العربية، وهو ما جعل اللغة العربية تتجاوز حدود الأعراق والألوان، وتصل إلى كل بقعة وصل إليها الإسلام.
وفي بيان حاضر اللغة العربية في مرحلة ضعف العرب والمسلمين أوضح الباحث أن الإبداع البشري والابتكار في مختلف فروع المعرفة أصبح يتم خارج اللغة العربية، وحين فرض الاستعمار لغته على الشعوب العربية والإسلامية، وعزل هذه الشعوب عن اللغة العربية الموحدة لألسنتهم، حيث كانت النتيجة لذلك هي التشتت اللغوي لا على مستوى الأمة فقط بل على مستوى الجنس الواحد.
ثم أوضح الباحث التحديات التي تواجه اللغة العربية في عصر العولمة الاقتصادية والثقافية، وانتهى إلى أن الحفاظ على اللغة العربية إنما يشكل حفاظًا على الهوية وعلى وحدة الأمة الإسلامية، ثم أكَّد الباحث من جديد قضية الترابط والتلازم بين اللغة وبين الحضارة، وأن النهوض باللغة العربية يرتبط بتطويعها لمقتضيات العصر وعلومه ومصطلحاته العلمية والتقنية.
وقدم الدكتور سفيان موسى الحامد من جامعة ألبيرتا بمونتريال في كندا بحثاً بعنوان: “فرنسا كنموذج يُحتذى به في مجال دفاعها عن لغتها” تناول فيه الجانب التاريخي من التدخل الفرنسي لمناصرة اللغة الفرنسية، حيث أشار إلى قانون استخدام اللغة الفرنسية كلغة رسمية في جميع الأعمال الادارية الذي أصدره الملك فرانسوا الأول عام 1539م، والذي جعل من اللغة الفرنسية لغة الدولة.
كما أشار إلى إنشاء الأكاديمية الفرنسية كإجراء تخطيطي لغوي في عهد الملك لويس الرابع عشر، وجهود علماء اللغة الفرنسية في صياغة قواعد اللغة الفرنسية وإبعاد المفردات غير الفرنسية منها، حيث أنشئت الأكاديمية الفرنسية للعناية بإدارة شؤون اللغة وتنقيتها ووضع القواميس لها وإشاعتها على ألسن الفرنسيين.
كما أشار إلى إصدار تعليمات صارمة لإدارات المدارس بمعاقبة أي تلميذ ينطق أثناء الدوام الدراسي أي كلمة من كلمات اللغات المحلية.وقد انتهى الباحث من هذه الخطوات الإجرائية إلى القول بوجود أكثر من اثني عشر قانوناً وعشرين مرسومًا وأربعين أمرًا وتعميمًا إداريًّا جميعها متعلقة باللغة الفرنسية واللغات المحلية الأخرى، حيث إن التخطيط اللغوي الفرنسي أخذ يميل إلى توسيع الاعتراف بخصوصية اللغات المحلية.
وأكد أن السياسات التي تتبعها فرنسا تجاه لغتها بغية دعمها وفرضها وترويجها على الصعيدين الداخلي والخارجي تشكل نموذجًا يحتذى به بالنسبة للمخططين اللغويين العرب الراغبين في حماية اللغة العربية وتطويرها وتوسيع رقعتها الجغرافية.
وقدّم الدكتور سالم كرامة من اليمن بحثاً حول “اللغة العربية في عصر العولمة” أجاب فيه عن سؤال طرحه حول ماهية العولمة، وأوضح مخاطر العولمة الثقافية على اللغة العربية خاصة في عصر تسيد اللغة الإنجليزية على المصطلحات العلمية والتقنية.
كما حدّد جملة من العوامل والأسباب التي ساعدت على ظهور وتفاقم هذه الأخطار، مقدّماً جملة من التوصيات والمقترحات في مجالين رئيسين من مجالات المعارف الإنسانية هما: المجال التربوي والتعليمي والمجال الإعلامي ومن أبرز ما ذكره من توصيات ما يلي: وضع إستراتجية علمية متكاملة لتعليم اللغة العربية وكذا المطالبة بسن قانون عربي موحد يمنع استخدام غير اللغة العربية في الإعلانات بجميع أشكالها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.