الوقف له دور بارز في الخبرة الحضارية الإسلامية حيث ساهم في كل مجالات الحياة سواء في الجانب العلمي والثقافي والصحي والديني فهو لم يكن مخصصا للفقراء وحدهم بل شمل الجميع مما أحدث توازنا تلقائيا في العلاقة بين السطة والمجتمع وكذلك في المستوى الاقتصادي فيما بين أفراد المجتمع الإسلامي أيا كانت انتماءاتهم الدينية والمذهبية والعرقية ذكر ذلك الدكتور عبدالمحسن الجارالله الخرافي أمين عام وزارة الأوقاف بالكويت في محاضرة (الوقف والتنمية الثقافية في الخليج ) والتي أقيمت في نادي الأحساء الأدبي وأدارها الشيخ عبدالباقي آل الشيخ مبارك الذي قدم تعريفا مختصرا للوقف واعتبره فصلا من فصول الحضارة الإسلامية المشرقة والذي بموجبه يتنازل المالك عن ماله أو منفعة ماله طاعة وقربة لله ، ليعمم هذه المنفعة على المجتمع . كما قدم نبذه لضيف النادي الدكتور الخرافي الذي رحب بالحضور وبارك للنادي التعديلات والترميمات الجديدة وذكر أنه محظوظ لأنه أول من يقدم على مسرح النادي بعد عودة نشاطة. بعد ذلك تحدث عن الوقف ودورة في التنمية الثقافية وكيفية الاستفادة منه وتطويره بما يتلاءم وتغيرات الحياة واحتياجاتها . وأضاف أنه من الطريف أن الوقف امتد ليشمل أمورا تعد من الروائع الحضارية السابقة للعصر فلم يقتصر على بناء المساجد ودور العلم وحفر الآبار بل كانت هناك أوقاف لطيفة مثل وقف الحليب ووقف المجانين وقف الكلاب الضالة وغيرها . وذكر أن الوقف الخيري بعد أن كان يعتمد على الجهد الفردي التطوعي تولت الدولة أمره في غالبية البلاد الإسلامية ومنها دولة الكويت . ثم تحدث عن الأمانة العامة للأوقاف والتي أنشئت عام 1993م وكيف أن الكويت أصبحت ممثلة في الأمانة هي الدولة المنسقة لجهود الدول الإسلامية في مجال الوقف وعرج على أبرز إسهاماتها والمشاريع التي نفذتها ومنها بناء منظومة الصناديق الوقفية والصندوق الوقفي للتنمية العلمية والاجتماعية والصندوق الوقفي للتنمية الصحية , الصندوق الوقفي للدعوة والإغاثة , إنشاء المشاريع الوقفية , وبرامج التعاون الوقفي بين دول مجلس التعاون الخليجي , البحث عن الأوقاف الضائعة أو المهملة في دول مجلس التعاون. بعد ذلك فتح مدير الأمسية المبارك باب المداخلات التي تنوعت بين استفهام ومقترحات وكان من بين المداخلين الشيخ عبدالعزيز الموسى , سعد الدريبي , جواد الجاسم , على العواد , الدكتور إبراهيم منصور , والدكتور محمد أمين . كما دارت مناقشات حول استرداد الأوقاف الضائعة ومشروع إصلاح ذات البين والوقف الثقافي والاستثماري وتعدد مصبات الأوقاف فلم تعد حكرا على الوقف بل خرجت منه إلى الجمعيات والمؤسسات الخيرية الأخرى. وقد أكد الخرافي على وجوب الاستفادة من الوقف وتوظيفه بشكل جديد مثل تخصيص أوقاف للإعجاز العلمي في القرآن ووقف للإعلام الهادف وذكر أننا مجبرون على بعض الأوقاف والتي يستفيد منها شريحة صغيره فقط مثل وقف المساجد وطباعة المصاحف وتمنى أن ندعم أوقافا ذات نشاط موجه للمعاقين تشمل فائدته كافة الطوائف والانتماءات دون استثناء . وعن حكم تغير بعض الأوقاف ذكر أننا بحاجة إلى عالم شرعي يفتينا في بعض المسائل المتعلقة بالوقف. و اقترح الدكتور الخرافي أن تكون من ضمن سلسلة الأنشطة في النادي استضافة الدكتور السيد أحمد الهاشم للاستفادة من خبرته في هذا المجال. وفي الختام تسلم الضيف درع تذكارية من رئيس نادي الأحساء الأدبي الدكتور ظافر الشهري.