بات ميت رومني الثلاثاء فعليا مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الامريكية في نوفمبر بعد انسحاب أبرز منافسيه ريك سانتوروم. وصرح سانتوروم أمام صحفيين في غيتيسبورغ بمعقله في ولاية بنسلفانيا بقوله : «لقد انتهى هذا السباق الرئاسي بالنسبة الي». وعلى الرغم من فوزه المفاجئ في الانتخابات التمهيدية الأولى للحزب في ايوا في شهر يناير التي تبعتها انتصارات في عشر ولايات أخرى، إلا ان سانتوروم فشل في حشد اندفاع كاف لازاحة رومني المتقدم. وظل في المرتبة الثانية بفارق كبير في السباق نحو الفوز بترشيح الحزب، إذ تفوقت عليه الماكينة الانتخابية لرومني بمواردها المالية الضخمة وبتنظيمها الدقيق. وفي نهاية الأسبوع الماضي، علق سانتوروم السناتور عن بنسلفانيا حملته لمدة أربعة أيام بعد دخول أصغر أبنائه بيلا التي تعاني مرضا جينيا نادرا الى المستشفى. وأقر سانتوروم الثلاثاء بانها كانت «نهاية أسبوع صعبة وانه وعلى الرغم من تحسن صحة بيلا إلا ان ذلك حملنا على اعادة النظر». وأضاف «مع ان هذه الحملة الرئاسية انتهت بالنسبة الي، وسنعلق حملتنا اعتبارا من اليوم فان معركتنا لم تنته»، معلنا انه سيعمل على انزال الهزيمة بباراك أوباما في نوفمبر المقبل. وتابع سانتوروم «سنواصل المعركة من أجل الامريكيين الذين وقفوا معنا ما أتاح لنا تحقيق ما لم يتوقعه أي خبير سياسي». وفي كلمته، لم يأت سانتوروم على ذكر رومني الذي قد يحتاج الى دعمه لضمان تأييد القاعدة المسيحية الانجيلية والمحافظين المتشددين الذين كانوا مع سانتوروم، إلا ان المتحدثة باسم سانتوروم اليس ستيورات صرحت لشبكة «سي ان ان» التلفزيونية بأن رومني وسانتوروم أجريا «محادثات جيدة» وانهما «سيتحادثان مجددا في الأيام والأسابيع المقبلة». من جهته، صرح رومني في ديلاوير بقوله : «لقد تبادلنا الآراء حول المضي قدما ولدينا مصلحة كبيرة في انتقال البلاد الى مسار مختلف تماما». وكان رومني هنأ في وقت سابق سانتوروم كونه «منافسا قديرا». مع تصدر رومني السباق نحو الفوز بترشيح الحزب، حث أعضاء في الحزب سانتوروم على التنحي لافساح المجال أمام الحزب للالتفاف حول مرشح واحد. وأشادت اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري بقرار سانتوروم. وانسحب سانتوروم من السباق قبل أسبوعين فقط على انتخابات تمهيدية في بنسلفانيا بعدما أظهرت استطلاعات للرأي انه يمكن ان يخسر أمام رومني. وسبق ان مني سانتوروم بهزيمة كبيرة في معقله في العام 2006 عندما فاز منافس من الحزب الديمقراطي بالمقعد في مجلس الشيوخ الامريكي. وكانت خسارة ثانية في بنسلفانيا ستكون بمثابة كارثة لسانتوروم الذي يقول خبراء عدة : إنه يريد الترشح ثانية في العام 2016. ومع تصدر رومني السباق نحو الفوز بترشيح الحزب، حث أعضاء في الحزب سانتوروم على التنحي لافساح المجال أمام الحزب للالتفاف حول مرشح واحد. وأشادت اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري بقرار سانتوروم. من جهته، استغل مدير حملة أوباما جيم ميسينا الفرصة لتوجيه انتقاد الى رومني قائلا : «ليس من المفاجئ ان يتمكن رومني أخيرا من إغراق منافسيه تحت وابل من الحملات الدعائية السلبية». وراقت آراء سانتوروم الكاثوليكي المتدين حول الدين والنساء والزواج للقاعدة المحافظة في الحزب الجمهوري، إلا انها أبعدت الكتلة المهمة من المعتدلين والمستقلين. وعلى الرغم من اعتبار سانتوروم (53 عاما) في البدء مرشحا مغمورا، إلا انه حقق نجاحات غير متوقعة في الجنوب ووسط الغرب، وأكسبته معارضته الشديدة للاجهاض تأييد الانجيليين المتشككين إزاء رومني المعتدل الذي كان حاكما لولاية ماساتشوستس، إلا ان سانتوروم تخلف في عدد المندوبين وكادت موارده المادية تنضب، وطلب من مؤيديه الثلاثاء المساعدة على تسديد ديون حملته الانتخابية قائلا : «لا يمكنني ان أركز على المساعدة في هزيمة (أوباما) وأنا أعاني هذا العبء». ويتمتع رومني الملياردير بموارد مالية أكبر بكثير، لكنه يواجه صعوبات في جذب مؤيدين خصوصا بعد ارتكابه سلسلة من الهفوات حول ثروته الطائلة ما أعطى صورة بانه بعيد عن اهتمامات المواطن الامريكي العادي في الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد. وستتزايد الضغوط الآن على الرئيس السابق لمجلس النواب نيوت غينغريتش بالانسحاب حتى ينحصر تركيز الحزب على رومني، إلا ان غينغريتش شدد على انه سيستمر في الحملة حتى مؤتمر الحزب الجمهوري في أغسطس مع ان حظوظه ضئيلة بكسب عدد كاف من المندوبين. وصرح غينغريتش بقوله : «أنا ملتزم في هذا السباق حتى النهاية لاعطاء الحركة المحافظة خيارا». وكان غينغريتش الذي فاز مرتين فقط في الانتخابات التمهيدية للحزب أكد أن رومني هو المرشح «الأوفر حظا» للحزب وتعهد بتقديم الدعم له في حال حصل رومني على 1144 مندوبا ضروريين للفوز بترشيح الحزب. أما عضو الكونغرس الليبرالي من تكساس رون بول، فقال: إنه يعتزم «الاستمرار في المعركة» حتى مؤتمر الحزب في تامبا في شهر أغسطس.