وضع ضعاف البصر علامة استفهام كبيرة أمام وزارة الشئون الاجتماعية بسبب عدم مساواتهم بالمكفوفين في جوانب عدة، وذلك رغم تشابه معاناتهم المرضية وتماثل ظروفهم المعيشية إلى حد بعيد، ومن جانبهم فقد طالب الكثير من ضعاف البصر بمساواتهم بأقرانهم المكفوفين في جانب الإعانة المالية، وامتدت هذه المطالب لتشمل توفير فرص وظيفية مناسبة، بالإضافة إلى إعانتهم بتوفير الأجهزة والمعينات البصرية التي يشكون ارتفاع أسعارها، .. في هذه المادة نقرأ بعض آراء ضعاف البصر ومطالبهم التي هي على حد تعبير أحدهم حق من حقوقهم التي طالما جاهدوا للحصول عليها .. فإلى هناك ... مساواة في البداية يقول أحد ضعاف البصر عبد الله السلامة : «نعاني معاناة دائمة بسبب قلة الخدمات والإعانات والحوافز المقدمة لنا بخلاف بعض فئة ذوي الاحتياجات الأخرى من المجتمع، وأستغرب موقف وزارة الشئون الاجتماعية التي تقدم إعانة شهرية بحدود 833 ريالا للمكفوف بينما ضعيف البصر لا يأخذ سوى مبلغ 4 آلاف سنوياً تصرف على دفعتين كل ستة أشهر، لاسيما تشابه الظروف والمعاناة بين الفئتين، ولذلك أطالب وزارة الشئون الاجتماعية بأن تعيد النظر في الإعانة المخصصة لضعاف البصر وأن ترفع قيمة الإعانة ويتم صرفها شهرياً لتساوي ما يتم إعطاؤه للمكفوفين». صعوبات ويتحدث (عيسى العيسى) ممن يعانون من ضعف البصر حول محور الموضوع فقال : «لا يشعر الكثير من الناس بمعاناة ضعيف البصر والذي لا يستلم سوى إعانة مالية بسيطة لا تتجاوز 4000 ريال سنويا، ولا تكفي هذه الإعانة لمواجهة تكاليف الحياة خاصة لمن لديهم أبناء ومسئوليات، كما أن هذه الإعانة لا تكفي لشراء الأجهزة والمعينات البصرية التي نستخدمها، وذلك لارتفاع أسعار هذه الأجهزة في السوق، وبهذا أرجو من رجال الأعمال والشركات والجهات الحكومية توفير هذه الأجهزة المساعدة لضعاف البصر والمكفوفين لتعينهم وتساعدهم في شئون حياتهم». أين التوظيف؟ ومن جانب آخر طالب إبراهيم الرويس أحد ضعاف البصر وزارة العمل بدعم ضعاف البصر من خلال توفير الوظائف المناسبة لهم في ظل عزوف منشآت القطاع الخاص عن توظيفهم أو الاهتمام بهم، وأضاف إبراهيم : «أحمل دبلوم حاسب آلي من كلية الاتصالات والمعلومات بالرياض، ولم أجد الوظيفة حتى الآن رغم مرور عدة سنوات من تخرجي من الكلية»، ويتفق ماجد المعلم مع رأي إبراهيم ويضيف : «أطالب وزارة الشئون الاجتماعية باستمرار الإعانة المقدمة لضعيف البصر، حتى يجد الوظيفة المناسبة، نظراً لأن ضعاف البصر لديهم ظروف ومصاريف والتزامات أكثر من الأشخاص الأسوياء». منطقة وسط وتحدث هاني غيبوبة معلم متخصص لفئة المكفوفين وضعاف البصر حول هذه الإشكالية فقال : «فئة ضعاف البصر تعاني معاناة كبيرة بسبب وقوعهم في منطقة وسط بين المبصرين والمكفوفين، ووزارة الشئون الاجتماعية تفرق بين قيمة الإعانات المخصصة للمكفوفين وبين قيمة الإعانات المخصصة لضعاف البصر، مع أن المعاناة واحدة والظروف أيضا واحدة ومتشابهة، فضعاف البصر يعانون مثل المكفوفين من المواصلات والقراءة وبقية شؤون حياتهم بسبب ضعف البصر والذي يضطرهم إلى الاستعانة بالآخرين من أقاربهم أو البحث عن مرافقين لمساعدتهم في مواجهة ظروف وصعوبات الحياة». برامج قليلة وفي السياق يتحدث خالد الشمراني مدرب حاسب آلي ومتخصص في تقديم دورات لضعاف البصر والمكفوفين فيقول : «يعاني أفراد فئة ضعاف البصر معاناة كبيرة من خلال قلة عدد البرامج والدورات الموجهة لهذه الفئة المهمة من المجتمع، فلا يوجد إلا برنامج وحيد خاص بضعاف البصر وهو برنامج (ماجيك) يتم تدريبهم وتدريسهم عليه، ومن هنا أرجو من المسئولين والجهات المسئولة النظر في معاناة وظروف هذه الفئة بشكل جدي وتوفير الأجهزة والبرامج والفعاليات التي تناسب ظروفهم ووضعهم الإنساني مثلهم مثل بقية فئات المجتمع، بالإضافة إلى ضرورة تفعيل الجوانب الإعلامية والثقافية للتعريف بمعاناة ضعاف البصر والمكفوفين حتى تصل معاناتهم إلى الجميع ويتم وضع الحلول النافعة والمفيدة لهم». أجهزة غالية عبدالقادر يعمل في إحدى المؤسسات الخاصة ببيع الأدوات والأجهزة المساعدة والخاصة بضعاف البصر والمكفوفين، وتحدث عبدالقادر حول إقبال ضعاف البصر على شراء الأجهزة أكثر من غيرهم فقال : «تشهد هذه الأجهزة إقبالا ورواجاً من هذه الفئة من المجتمع رغم ارتفاع أسعار هذه المنتجات، فقد يصل قيمة بعض الأجهزة الخاصة بضعاف البصر إلى حوالي 25 ألف ريال، وتتراوح أسعار بقية الأدوات والأجهزة الأخرى في حدود 300 إلى 500 ريال»، وأرجع عبد القادر ارتفاع أسعار الأجهزة والأدوات الخاصة بضعاف البصر والمكفوفين إلى قلة الشركات والمصانع العاملة في هذه المجال على مستوى العالم، وأضاف قائلا : «تتراوح أعداد هذه الشركات على مستوى العالم إلى حوالي 10 شركات فقط، خمس منها فقط تصنع هذه المنتجات بشكل مناسب وذي جودة عالية تناسب استخدامات ضعاف البصر والمكفوفين وتساعدهم وتعينهم على مواجهة صعوبات الحياة من خلال تقريب وتكبير الكلمات والمجسمات التي تظهر أمامهم». د.عبداللطيف : الجمعية حريصة على توفير الأجهزة الحديثة والمتطورة لضعاف البصر وأوضح مدير عام الجمعية الخيرية لرعاية المكفوفين بمنطقة الرياض الدكتور عبد اللطيف بن محمس أن الجمعية تقدم الرعاية والدعم والبرامج للمكفوفين وضعاف البصر من خلال تنظيم البرامج الاجتماعية والأنشطة والمسابقات والدورات التدريبية، وفي السياق أضاف د.عبداللطيف : «قامت اللجنة العلمية بالجمعية بدراسة لحجم ضعاف البصر في مدينة الرياض عبر دراسة مسحية، كما قامت الجمعية بتوعية المجتمع من خلال التعريف بمعاناة المكفوفين وضعاف البصر ومدى حاجتهم للدعم والمساعدة، ومن هنا أشيد بالجهود التي تقوم بها وزارة التربية والتعليم من خلال الاهتمام بالطلاب ضعاف البصر من خلال صرف المعينات البصرية مثل مكبرات القراءة والأجهزة المساعدة في قاعات الدراسة، وأؤكد في هذا المقام حرص جمعية المكفوفين بالرياض وسعيها من خلال الدعم الذي تتلقاه الجمعية إلى توفير الأجهزة الحديثة والمتطورة الخاصة لضعاف البصر، كما أن الجمعية تقدم مساعدات لضعاف البصر وتوزعها للمحتاجين من منسوبي الجمعية»، الجدير بالذكر أن وزارة الشئون الاجتماعية حددت عدداً من الشروط التي يجب أن تنطبق على المتقدم بطلب الإعانة من ضعاف البصر، وهذه الشروط هي : أن يراجع أقرب مركز للتأهيل الشامل لديه، وأن يجري الكشف الطبي لقياس درجة النظر، وأن يرفق المتقدم ثلاث صور شخصية مع إثبات الهوية، وأن يراجع اللجنة المكونة من أخصائي نفسي وباحث اجتماعي وطبيب عام، ولقد وضعت اللجنة مستوى محددا من النظر يجب على المتقدم أن يصل إليه حتى يدون في تقريره أنه يستحق الإعانة المالية التي تصرفها الوزارة حيث رصدت وزارة الشئون الاجتماعية إعانة مالية لضعاف البصر مقدارها 4 آلاف ريال سنوياً تصرف على دفعتين كل ستة أشهر بخلاف إعانة المكفوفين والتي تبلغ سنوياً عشرة آلاف .