حديثنا اليوم عن نظرية أساسية في عالم الاستثمار يمكن الاستفادة منها في تحديد قرارات الاستثمار الشخصية، ومعرفة مقدار المخاطرة الذي يستطيع كل منا تحمله بناء على عمره وحالته المادية. تقول هذه النظرية ان مجموع راس مال الإنسان هو عبارة عن راس ماله المالي وراس ماله البشري ويقصد بالراس مال المالي هو مجموع الأموال التي يملكها الشخص في الوقت الحالي، اما الراس مال البشري فتعريفه كالتالي «مجموع الأموال التي يتوقع أن يكتسبها الشخص في المستقبل من خلال وظيفته، وذلك بعد احتساب القيمة الحالية لتلك الأموال والتي ستكون اقل من قيمتها المستقبلية». إن تطبيق هذه النظرية يكون بأخذ مثال شاب يدعى «أحمد» عمره 25 سنة، يملك أحمد في رصيده 100 الف ريال ويعمل في وظيفة راتبها 10 الاف شهريا. إن الرسالة التي اود الخلاص بها من مقالي هذا، هو ان الوضع المادي والجاهزية المالية للشباب عالية جدا لأخذ مخاطر استثمارية في أول العمر، فما زال هناك وقت لتعويض الخسائر إن حدثت، كما أنه بهذه الحالة يمكن تحقيق نسب ارباح إن الرأس المالي لاحمد هو 100 الف ريال، بينما الراس مال البشري لأحمد هو مجموع رواتبه من الوقت الحالي إلى وقت تقاعده، أي إلى بعد 35 سنة. يساوي الراس المال البشري لأحمد 10 الاف * 12 «عدد الشهور» * «35» عدد السنوات = 4 ملايين و200 الف ريال، ولكن بعد احتساب قيمتها الحالية فيمكننا اعتبارها 3 ملايين ريال «بناء على قانون القيمة الوقتية للنقود». وبالمحصلة فإن الراس مال الكلي لأحمد هو 3 ملايين و100 الف ريال، اما ال 3 ملايين فهي في استثمار يعد في عرف الاستثمار قليلا جدا إن لم يكن منعدم المخاطر، إذ ان هذه الأموال يعتبر تحصيلها في خانة التأكيد. اما ال 100 الف التي يملكها فإنه يمكنه تحديد مستوى المخاطر بنفسه وذلك حسب نوع الاستثمار الذي يتخذه ومستوى مخاطرته. إن هذه النظرية تقول انه في هذه الحالة فإن على أحمد أن يستثمر أمواله في مخاطر عالية ليحصل على احتمالية ربح عالية، إذ أن النسبة الكلية من راس ماله هي مستثمرة في مخاطر متدنية جدا «الرأس مال البشري». والعكس تماما هو لو أخذنا مثال شخص آخر يملك أموالا كثيرة ولكن راس ماله البشري قليل، فبهذه الحالة يجب عليه أن لا يجعل امواله في استثمارات خطرة ويجدر به تنويعها بين العالي والمتدني المخاطر. إن الرسالة التي اود الخلاص بها من مقالي هذا، هو ان الوضع المادي والجاهزية المالية للشباب هي عالية جدا لأخذ مخاطر استثمارية في أول العمر، فما زال هناك وقت لتعويض الخسائر إن حدثت، كما أنه بهذه الحالة يمكن تحقيق نسب ارباح عالية لا يمكن تحقيقها إذا تقدم العمر بالشخص وأصبحت النقود المملوكة هي الجزء الأكبر من الراس المال الكلي. إن نظرية الاستثمار في الصغر توازن بين المخاطر وانتهاز الفرص، وحال سوق الاسهم هذه الأيام ربما هو الفرصة الأفضل!. Twitter: @3zizm/[email protected]