ما أشبه الليلة بالبارحة، فها هو سوق الأسهم السعودي يحقق خلال شهر فبراير 2012 ارتفاعات ملفتة للأنظار، معيدة للأذهان تلك القفزات التي حققها في أعوام 2004 و2005، والتي ختمت بالانهيار الأسود في 26 فبراير 2006، مخلفة بعدها عشرات الآلاف من المتضررين ، وآحاد من المستفيدين المحظوظين. وإذ ان انتعاش سوق الأسهم هو في بداياته، وربما هو الأول من بعد الانهيار السابق، فإنه سيكون مقالي حول بعض من الأفكار المنوعة للاستفادة من توقعات الصعود، وللحماية كذلك من احتماليات الهبوط. بداية يجدر بنا الإقرار أن هناك مؤشرات كثيرة كانت تقول إن مستقبل سوق الاسهم هو بالمجمل مشرق وواعد، فارقام ميزانية المملكة إيجابية ومبشرة، واسعار النفط باستقرار وارتفاع، وسوق العقاركذلك قد وصل الى مرحلة التشبع، وأصبح معلوم لدى الكثير ان نسبة كبيرة من رؤوس امواله قد حزمت حقائبها عازمة مغادرة القطاع او قريب من ذلك. وإذ أن حال السيولة في المملكة هو كما معلوم بين العقار والاسهم، فإن ذلك يعطي تفسيرات منطقية لدخول سيولة حقيقية للإستثمار طويل المدى في سوق الأسهم. الحكمة تقتضي بنظري الاستفادة من الصعود القادم ولكن باحتراز كبير من المخاطرة، وذلك عبر التنويع بالاستثمار، وانتقاء الشركات بناء على ربحيتها وأدائها المالي، والابتعاد عن شركات التوصيات والمضاربات «الخشاش». وبغض النظر عن جاذبية سوق الأسهم الربحية في المرحلة القادمة، فإن التخوف بنظري هو ليس من كون تلك الجاذبية خداعة وليست حقيقية، ولكن التخوف الذي حذر به الكثير هو من المضاربة والاستغلال والتلاعب التي ستصاحب ذلك النمو، والذي قد يحول تلك الفرصة الاستثمارية إلى كارثة إجتماعية كتلك التي حصلت في عام 2006، والتي هي لاشك واردة لاسيما في ظل أنظمة ضعيفة وكيانات متنفذة مستفيدة. شاهد الحديث هو أن السوق في مجمله واعد للدلائل التي ذكرناها وغيرها من ربحية القطاعات الرئيسة بالبلد وكبرى الشركات، والاستقرار السياسي والاجتماعي الذي تعيشه البلاد، وكذلك معطيات دورة الإقتصاد ومنحنى الإرتفاع الذي يتبع الهبوط، وغيرها من المؤشرات الأخرى. ومن هنا فإن الحكمة تقتضي بنظري الاستفادة من الصعود القادم ولكن باحتراز كبير من المخاطرة، وذلك عبر التنويع بالاستثمار، وانتقاء الشركات بناء على ربحيتها وأدائها المالي، والابتعاد عن شركات التوصيات والمضاربات «الخشاش». أو يمكن اختصار ذلك بالاستثمار عبر الصناديق الاستثمارية التي تقدم للفرد فرصة الاستفادة من الصعود الذي يشهده المؤشر، وفي ذات الوقت تحميه من تخوف الهبوط، وكوابيس الانهيار!. تويتر \ @3zizm [email protected]