تعتبر الموارد البشرية من الثروات الحقيقية في الاقتصاديات الحديثة نظراً لما تساهم به في تحقيق الأهداف الاستراتيجية، وقدرات الأمم تكمن فيما تمتلكه من الثروة البشرية المؤهلة والمدربة والقادرة على التعامل مع التغيرات بكفاءة وفعالية . حينما ننظر إلى الواقع الذي نعيشه فإننا نرى التوجهات غير المجدية في مسألة القضاء على البطالة، فالجهات المعنية بإيجاد حلول لذلك تستمر في توجهاتها مقتنعة بأن حلول القضاء على مشكلة البطالة تكون فقط بالانتقال من مرحلة البطالة الى مرحلة التوظيف (بغض النظر عن طبيعته) دون الاهتمام في مرحلة الاساس (التعليم) ومرحلة التطوير والتنمية (قبل وأثناء التوظيف الفعلي). يجب علينا التفرقة بين أنواع البطالة ، فهناك البطالة التوافقية والمقصود فيها أصحاب المؤهلات الذين لا يجدون عملاً مع أن مؤهلاتهم تتوافق مع متطلبات سوق العمل , والبطالة غير التوافقية والمقصود فيها أصحاب المؤهلات الذين لايجدون عملاً بسبب عدم توافق مؤهلاتهم مع متطلبات سوق العمل. لنكن واقعيين في ايجاد الحلول المجدية للقضاء على البطالة ونترك عنا الأحلام الوهمية ويكون هدفنا الحد من مشكلة البطالة لأن في الواقع لا يوجد من باستطاعته القضاء نهائياً على تلك المشكلة في سنة أوسنتين أو حتى 10 سنوات. لنكن واقعيين في ايجاد الحلول المجدية للقضاء على البطالة ونترك عنا الأحلام الوهمية ويكون هدفنا الحد من مشكلة البطالة لأن في الواقع لا يوجد من باستطاعته القضاء نهائياً على تلك المشكلة في سنة أوسنتين أو حتى 10 سنوات، فنستغرب من التصاريح الإعلامية التي تكاثرت عن الثقة والقدرة على القضاء على البطالة في سنوات قليلة وبالأرقام !! منطقياً لايمكننا توظيف جميع العاطلين والعمل على ايجاد وظائف لهم في فترة قصيرة ، فيجب البدء مع أصحاب الأولويات ممن يملكون المؤهلات العلمية ثم النظر الى مرحلة تطوير وتنمية من لايملكون المؤهلات حتى لايشكلوا عائقا على دفع عجلة الاقتصاد في بلادنا. وفي نفس الوقت اعادة الخطط المستقبلية في تنمية ثروتنا البشرية حتى نبني أساسا قويا ونحد من العوائق التي تدفع لانتشار أزمة البطالة في الأجيال القادمة في مجتمعنا. أهم الحلول هو الاهتمام في مرحلة الأساس (التعليم) ثم مرحلة التنمية لزيادة الكفاءات والقدرات قبل دفع العاطلين للتوظيف المباشر ، ومن جهة أخرى البدء في توسيع القاعدة الإنتاجية للوظائف في القطاعات الموجودة في سوق العمل. فمن وجهة نظر شخصية أرى انه قد حان الوقت للبدء في انشاء مدارس الرؤيا للتعليم والاستفادة من تجارب الدول التي بدأت في تنمية مواردها من خلال تلك المدارس وايضاً البدء في تبني دفعات من الخريجين وارسالهم للخارج لتطوير قدراتهم القيادية من خلال الاحتكاك مع المجتمعات، والبدء في تنوع برامج التطوير والتدريب تحت اشراف الهيئات المعنية بذلك. ليس عيباً ان نستفيد من تجارب الدول التي تهتم في تنمية ثرواتها البشرية وليس عيباً ان نلتزم في تحويل رأس المال البشري في بلادنا الى طاقة استثمارية تنافسية ولكن المأساة أننا نصرح وبكل ثقة بقدرتنا على القضاء كلياً وليس تدريجياً بخطط ومراحل واقعية على مشكلة البطالة وبتحديد الوقت لذلك!