تفاوتت وجهات النظر الأمريكية حيال مدى تماسك النظام السوري ومدى ولاء الدوائر المقربة من الرئيس السوري بشار الأسد، له، مع دخول الأزمة هناك عامها الثاني، وفي ظل عقوبات دولية فرضت لحثهم على التخلي عن نظام يسحق بلا هوادة انتفاضة شعبية مناهضة له. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، في مقابلة مع CNN، إن العقوبات بدأت «تؤتي أكلها»، إلا أنها دعت المزيد من الدول للمشاركة في تطبيقها. وعلقت بالقول حول العقوبات: «ظهر تأثيرها.. ورغم ذلك هناك حاجة لتطبيق المزيد من الدول المزيد من العقوبات.. لقد بدأت في إيقاظ الناس.» واستطردت: «أنهم ينظرون حولهم ويتساءلون.. «لبقية حياتي هل سأتمكن وربما من الذهاب إلى إيران فقط... لا تبدو هذه كفكرة صائبة.» وكان الغرب قد فرض حزمة عقوبات على عدد من المسؤولين في النظام السوري تشمل تجميد أرصدتهم بالخارج ومنع سفرهم، واستهدفت آخر تلك التدابير العقابية زوجة الأسد، أسماء، ووالدته وشقيقته، في محاولة لتصعيد الضغوط لإنهاء حملة قمع دموية أطلقها لاجتثاث تحركات مناوئة له. من جانبه، لا يتفق رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي، النائب مايك روجرز، وتصريحات وزيرة الخارجية ببدء تداعي نظام الأسد وتخلي المقربون عنه. ونفى روجز، في مقابلة مع الشبكة، بثت الأحد، أي مؤشرات تؤيد فرضية «انهيار» الدوائر الداخلية للأسد، مضيفاً: «حققوا الكثير من النصر بدعم من قوى خارجية مثل إيران وروسيا.. مازالت الغلبة لهم، وهم على يقين من ذلك.» وقال عضو مجلس النواب الجمهوري في رد على سؤال بشأن موقف النظام السوري على إجماع دولي ضده: «لا يعتقدون ذلك، يعتقدون أنهم يحققون النصر.. وهذا ما نعتقده نحن بدورنا، عبر معلومات استخباراتية تم جمعها.» ورغم انشقاق المئات من الجنود عن المؤسسة العسكرية الرسمية وانضمامهم لمطالب الانتفاضة الشعبية، إلا أن معاون وزير النفط السوري والثروة المعدنية، عبده حسام الدين، الذي أعلن، وبحسب شريط فيديو مزعوم نشر مطلع الشهر الفائت، انشقاقه، يعتبر أعلى مسؤول مدني يعلن تخليه عن نظام الأسد منذ بدء التحركات الشعبية التي تدخل عامها الثاني.