لن أتحدث اليوم إلا معك فاسمعيني، نعم أحبك مثل ملايين العرب، أغضب منك أحيانا، أظن أني أكرهك، أتحسر على حال أهلك، لكني دائما أحبك مثل الملايين في العالم، فأنت أم الدنيا، والعالم ينظر إليك بحب وقلق، تهبين فيهب كل من حولك، تئنين فنتوجع معك، تغضبين فنغضب من أجلك، أنظر إليك الآن بفخر وتعجب، أزهو بك لأنك لم تخذليني ولم تستسلمي، وأعجب من فرحك الممزوج بالحزن، كيف يا حبيبتي تبدعين نكاتك وسط الدم السائل من أشرف شبابك؟ كيف حبيبتي تغسلين همومك ببسمات لا تنتهي؟ كيف جمعتِ كل أبنائك ومحوتِ كل الاختلافات ؟ أخبريني عن أسرارك التي لا تنتهي منذ آلاف السنين، أريدك أن تكلميني اليوم كما أكلمك، أتعلم منك سر الحضارة، أستعيد صورتك الزاهية بكتب التاريخ، لكن قلبي يرتجف ويحتاج لصوتك ليزيح القلق، أخاف على شبابك الثائر بالطرقات، أحرسي حبيبتي بيوتك الآمنة، ضمي في صدرك الواسع أبناءك المضحين من أجل غدك، كفكفي دموع اليتامى، أطلقي شمسك لتنير الطريق، لن أحدثك اليوم عن تفاصيل الصراع وحلم الغد وأمل الصعود، لن أثقل عليك بالسؤال عن الأحوال، ولن أنشغل مع البعض بكميات الطعام، أو نقص الدواء، وتضميد الجروح، فأنت أكبر وأعظم من كل الجراح، أولادك يعبرون فوق الأزمات كما يعبرون الطرق الخالية، فقط لا تتوقفي عن كشف كنوزك، علميني من جديد أن أحبك أكثر، فأنا حبيبتي عربية، سعودية، إنسانة تعلق قلبها بك منذ تعلمت حروفها الأولى على يد معلم مصري، تجملي حبيبتي كما تشائين، ارتدي أزهى أثوابك، وقفي صلبة كما عهدتك، واسعدي بأفراحك بعيون أبنائك وبناتك، بعد الوجع أتى الفرح، وبعد صبرك الطويل سمعنا معا طبول الزفاف، للغناء معا بأعراس الشهداء. وعالجت جرحي الأول على يد طبيب مصري، لم تبخلي يوما، أعطيت الكثير وأخذتِ حبا لم يقل مهما ترددنا، أنا مثل الملايين، دفأتني شمس حضارتك، ونهلت من علمك، شربت من نهرك المتدفق بخيرك، آه كم أرغب الآن بضمك، أريد أن أشاهد بعيني ملامحك الجديدة بعد أن زال غبار السنين، تجملي حبيبتي كما تشائين، ارتدي أزهى أثوابك، وقفي صلبة كما عهدتك، واسعدي بأفراحك بعيون أبنائك وبناتك، بعد الوجع أتى الفرح، وبعد صبرك الطويل سمعنا معا طبول الزفاف، للغناء معا بأعراس الشهداء، من حقك اليوم أن تفخري بكل تاريخك، وتسطري صفحات جديدة يتعلم منها القادمون، أما أنا فاسمحي لي أن أرنو إليك مع العالم فخرا، لن أنظر للخلف وأتذكر فأنا اليوم أنتظر الغد معك، حلمت بفرحك، وقريبا سآتي مع جموع العشاق من كل الجهات لشمسك الجديدة، لنحتفل معا ونضمد الجراح، مصر حبيبتي طال صمتك حتى ظن البعض منا أنك في سبات عميق، فعذرا حبيبتي سامحي أحبابك،، وحشتيني. [email protected]