قال الله جل وعلا في محكم التنزيل "كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور" اللهم اجعله من أهل الجنة آمين. فقدت الأحساء والمنطقة الشرقية على وجه الخصوص رجلا كبيرا من رجال التعليم الذي كان له فضل كبير بعد فضل الله في تأسيس النهضة التعليمية في الأحساء في مقتبل عمره وفي الشرقية إلى أن بلغ سن التقاعد وقد عرفته منذ عام 1362ه حينما دخلت مدرسة الهفوف الأولى بالأحساء فقد كان مدرسا مثاليا، كان له فضل كبير بعد فضل الله في تأسيس النهضة التعليمية في الأحساء في مقتبل عمره وفي الشرقية إلى أن بلغ سن التقاعد وقد عرفته منذ عام 1362ه حينما دخلت مدرسة الهفوف الأولى بالأحساء فقد كان مدرسا مثاليافي الأخلاق وفي الجد والاجتهاد وكان حريصا على فائدة طلابه ويشهد له بذلك الرعيل الأول من طلاب المدرسة في ذلك وقد ترك أثرا طيبا في نفوسنا نحن الطلبة وقد تلقينا منه الحكمة والأخلاق الفاضلة، ثم شاء الله جل وعلا أن يعمل مديرا للتعليم في المنطقة الشرقية ويكون لي شرف العمل معه كمدير لمدرسة رحيمة ثم في مدرسة القادسية ثم يشاء الله أن أعمل مديرا لشؤون الموظفين وأكون ملاصقا له وأقول والله على ما أقول شهيد: إنه رجل عمل وأمين ومخلص لله ثم لدينه ووطنه ولا يحمل الحقد في نفسه أو الانتصار لها وكنت شاهدا لموقف مر به وكنت جالسا عنده فدخل مدرس مغضبا وفي حال غير طبيعية وأخذ يشتم ويسب فلم يرد عليه ولما رجع المدرس إلى عقله خلال ساعة إذ طرق المدرس باب منزلي وقال لي: أنا أخطأت في حق الأستاذ عبدالله وأرجوك أن تذهب معي لأقبل رأسه واعتذر له فقلت: إذا جاء الصباح ورأيتني في مكتبه فلا تدخل حتى أطلبك ودخلت عليه "رحمه الله" رحمة واسعة وسلمت عليه وكان مرتاحا فقلت له: يا أستاذ عبدالله إن المدرس جاء بعد ساعة من خروجه من مكتبك وطلب مني الحضور معه فقلت له في صباح الغد وأنا الآن يا أستاذ عبدالله باسمه اعتذر لك عما بدر منه فأشهد الله أن رده كان رد الحكماء الصالحين ، قال: يا أخ فوزان هو ابن من ابنائي وأشهد الله أنني لم أحمل عليه بنفسي شيئا ، قلت :هو عند الباب فهل تسمح له بالدخول فقال: يتفضل فدخل وقبّل رأسه وبكى، ومن الفضائل له أنه كان في المنطقة معهد للغة الفرنسية ويتبع إداريا لإدارة التعليم وفنيا لمقام الوزارة ويديره رجل فرنسي وبعد مضي سنة أعلن إسلامه وأجرت معه إحدى الصحف مقابلة وسأله الصحفي: كيف تأثرت بالإسلام؟ فقال بالحرف الواحد: إنني رأيت في الأستاذ عبدالله أبونهية روح الإسلام بالصدق والأدب والأخلاق فأحببت الإسلام وأسلمت، أرجو الله العلي القدير أن يجعل ذلك في ميزان حسناته وأن ينطبق عليه حديث رسول الله: "لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من حمر النعم" والمواقف كثيرة لا أستطيع أن أحصرها حينما كنت طالبا، وحينما كنت زميلا له فقد عاصرته سبعين سنة " رحمه الله " وأسكنه الفردوس الأعلى وجعل الله الخير والبركة في ذريته.. آمين . عضو الجمعية العمومية لدار"اليوم" للإعلام