كلما لامست أناملي صفحات العزيزة “ الندوة “ تذكرت أياما مضت لرجال صنعوا أمجادا وبنوا وسط رمال مكةالمكرمة منابر علم ومعرفة لتنير للشباب طريقهم وترشدهم. وقبل تجولي بأروقة الندوة في بداية حياتي الصحفية كانت “ الندوة تجذبني بمقالات العديد من الكتاب من أبرزهم الأستاذ / أحمد محمد جمال رحمه الله الذي كانت مقالاته تحمل نقدا اجتماعيا وأدبيا بخبرات السنين والترحال بين أروقة المكتبات وأحبار المطابع وأوراق الطباعة. فحياة الأستاذ / أحمد محمد جمال رحمه الله مليئة بالترحال والتجوال بدأ من المدرسة العزيزية الابتدائية التي تخرج منها ليلتحق بالمعهد العلمي السعودي لكنه سرعان ماتوقف عن التعليم ليترك مقاعد الدراسة بالمعهد في السنة الأولى من دراسته ساعيا للبحث عن لقمة العيش بصحبة شقيقة الأستاذ / صالح محمد جمال رحمه الله فكانت بداية عمله عام 1359 ه بوظيفة كاتب آلة في رئاسة القضاة ثم نقلت خدماته للعمل بكتابة العدل لينتقل بعدها إلى المحكمة الشرعية الكبرى في 23/5/1363 ه. ورغم الضمان الوظيفي بالقطاع الحكومي إلا أنه فضل ترك العمل الحكومي ليتجه إلى العمل الصحفي بجريدة “ البلاد “ في عام 1365 ه كسكرتير للتحرير حتى عام 1371 ه يعود بعدها مجددا للعمل الحكومي حيث عين مديراً مساعداً لإدارة الثقافة والتعليم بوزارة الداخلية في عهد سمو الأمير عبدالله الفيصل رحمه الله ثم مديراً لإدارة الجوازات والجنسية. وفي عام 1375 ه صدر المرسوم الملكي بتعيينه عضواً في مجلس الشورى ليظل في عضوية حتى وفاته رغم إحالته للتقاعد. وحينما حصل شقيقه الشيخ صالح جمال رحمه الله على امتياز إصدار جريدة حراء عام 1376 ه فضل العمل معه كمدير للتحرير. ومع صدور نظام دمج الصحف واندماج حراء مع (الندوة) وصدروها باسم “ الندوة “ استمر مع شقيقه صالح رحمه الله صاحب امتيازها حتى عام 1383 ه حتى صدر نظام المؤسسات الصحفية. اختاره الملك فيصل عضواً في لجنة وضع النظام الأساسي للحكم عام 1382ه. وكانت اللجنة قد شكلت برئاسة الأمير مساعد بن عبدالرحمن (وزير المالية رحمه الله). وعضوية كل من : الشيخ محمد بن جبير رئيس مجلس الشورى رحمه الله. الاستاذ أحمد زكي يماني (وزير البترول سابقاً). الاستاذ عبدالرحمن ابا الخيل (وزير العمل سابقاً). الاستاذ محمد السويل الاستاذ أحمد محمد جمال عضواً. وعمل الأستاذ / أحمد محمد جمال رحمه الله مدرساً للثقافة الإسلامية بجامعة الملك عبدالعزيز عام 1387 ه بجدة وشطرها بمكةالمكرمة ومع إنشاء جامعة أم القرى بمكةالمكرمة أصبح مدرسا لمادة الثقافة الإسلامية وتفسير القرآن الكريم حتى وفاته ( بدون مقابل مادي ). كما عمل عضوا بعدة مؤسسات ومنظمات دولية منها عضويته برابطة العالم الإسلامي ومجلس الأوقاف بمكةالمكرمة والمجلس البلدي بمكةالمكرمة ومنظمة الشباب الإسلامي العالمية. وعمل مذيعا للنشرات الإخبارية ومعدا ومقدما لعدد من البرامج الثقافية المتنوعة بالإذاعة السعودية وتنقل كداعية أ في كثير من دول العالم الإسلامي والعربي وأوروبا وأمريكا وأفريقيا وجنوب شرق آسيا. كما عين عضوا وخبيراً بمجمع الفقه الإسلامي وعضواً ثم رئيساً لجمعية صندوق البر بمكةالمكرمة ومشرفاً على سلسلة كتاب دعوة الحق لرابطة العالم الإسلامي توفي رحمه الله في مصر ليلة التاسع من شهر ذي الحجة عام 1413 ه ونقل جثمانه بطائرة خاصة بمكرمة من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله إلى مكةالمكرمة ليدفن بها رحمه الله . الى مكةالمكرمة ليدفن بها.