لأن الشرقية، دائما ما تكون محظوظة بالخطوة الأولى، ولأن أهلها دائما ما يقدّرون هذه اللمسة «القيادية» لهم، لذا نجدهم دائماً على قدر هذا التشريف الكبير، الذي يشعرون به من قيادتهم ويتفاعلون معه بروح الوعي والمسؤولية. وعندما يخطو «صقر الدفاع» سلمان بن عبد العزيز، خطوته ضمن جولاته المحلية، ويخص المنطقة الشرقية بهذه الزيارة التي أعلن عنها قبل أيام فإنه يبرهن على هذه المكانة الرائعة التي تستحقها المنطقة بكل تأكيد، لم لا وهي بوابة المملكة إلى ساحل الخليج، كما أنها مستودع الأصالة والمعاصرة، والنهضة والتحديث. وإذا كان سلمان بن عبد العزيز، بحق، الرجل الذي استطاع أن يقود دفة التاريخ في الرياض الحديثة، ويجعل منها قلب المملكة النابض بكل كفاءة واقتدار، طيلة نصف قرن من الزمان، فإنه أيضاً الرجل الذي يقود التاريخ الدفاعي والعسكري للمملكة في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة من عمر الوطن، في ظل ظروف وتحديات هائلة، تملي علينا جميعاً الانصهار معه، لنكون كلنا جنوداً في خدمة الوطن، والدفاع عن ثغوره وحدوده، وتأمين سيادته واستقلاله، بالضبط كما نجحنا سابقاً في مواجهة تحدي الإرهاب القمعي، واستطعنا تأمين سلامتنا الداخلية في مواجهة عناصر الردة والضلال. سلمان بن عبد العزيز رجل المرحلة باقتدار، كما كان رجل كل مسؤولية يتولاها بكفاءة أيضاً، وعندما تقترب من سلمان سواء في مجلسه الخاص، أو في ديوان الإمارة، أو في المناسبات العامة، يستطيع المرء أن يتأكد أنه في حضرة شخصية نموذجية، تأسر من حولها، وتلمس فيها كل عناصر التوازن والحزم التي تتفاعل مع كل موقف بما يناسبه، دون جور أو حيف أو تهويل، كما أن من يقترب من شخصيته الفذة، يرى أن الجانب «الإنساني الوجداني» هو واحد من أعظم مكوناته الشخصية. وقد كان لي الشرف الكبير، في أن أتلمس مثل هذه الجوانب الرائعة، عبر العديد من المواقف التي تلمستها بنفسي، أو كنت شاهداً عليها فيما أسمعه أو أراه، وهي بحق تمثل مخزناً إنسانياً هائلاً نفخر به كمواطنين ونعتز تجاه رمز من رموز بلادنا وقياداتنا. وإذا كانت الشرقية تستقبل الاثنين القادم صقر الدفاع، تفخر بزيارته الكريمة، فإن أهلها أيضاً يذكرون لسلمان بن عبدالعزيز، أنه الرجل الذي استطاع أن يجسد في الرياض المشهد الحضاري لكل تفاصيل الحياة للمواطن فيها. أبناء المنطقة الشرقية، الذين ينتظرون إطلالته يجدونها فرصة رائعة، للتعبير عن الامتنان للقائد الأب، عبد الله بن عبد العزيز، ولرجل الأمن الأول، ولي العهد الأمير نايف بن عبد العزيز، ولصقر الدفاع سلمان بن عبد العزيز، على هذا التشريف الكبير، ويجددون عهود الوفاء والولاء، من أجل وطن كبير يعيش فينا ولا نعيش فيه فقط. وإذا كانت المنطقة الشرقية بكافة رجالها .. وشبابها تسعد اليوم باستقبال سلمان بن عبد العزيز رجل المسؤوليات الجسام فلأن هذا الرجل هو الآخر يسعد أن يرى أبناءه في الشرقية ليشاركهم في نهضة المنطقة سواء في مجال الدفاع أو كافة دروب النجاح والتميز الذي تسعى إلى تحقيقه المنطقة بمتابعة من أميرها الشهم محمد بن فهد وسمو نائبه.