من أبرز سمات هذه الأمة، أنها لا تنسى أبناءها، وتحفظهم في ذاكرتها ووجدانها. وتحفظ لهم بإجلال كل ما قدموه، ليكون نبراساً وشاهداً على عمل المخلصين من قادتها العظام. ولأن ذاكرة الوطن تحفل بالعديد من الشخصيات التي أثرت تاريخنا، وعملت من أجله، وأفنت حياتها في خدمته وخدمة أبنائه، لذا يجيء الاحتفاء بسيرة ومسيرة الملك خالد بن عبد العزيز ، امتداداً عملياً ورائعاً ، لاحتفاءات سابقة برموز وطننا الكبير من أبناء الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل، الذين قدموا الكثير والكثير من أجل رفعة وسمو هذا الوطن الغالي. وليس غريباً أن يحتل خالد بن عبد العزيز - يرحمه الله- هذه المساحة الكبيرة من الحب والتقدير ، كتلك التي احتلها أشقاؤه، سعود وفيصل وفهد - يرحمهم الله- خاصة وأن الملك خالد ، قد جاء في توقيت صعب جداً، عقب حادث اغتيال الملك الشهيد فيصل بن عبد العزيز ، واستطاع باقتدار أن يلملم الشتات النفسي الذي تأثر بالحادث، وقفز بالبلاد وبالمواطنين من هذه الفترة العصيبة، وأرسى دعائم الاستقرار والأمن والرخاء في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة من عمر الوطن . ويذكر التاريخ للملك خالد، الذي امتاز بالعدل والزهد والورع والتقى والخوف من الله تعالى في كل شؤون حياته، أنه استطاع بحنكة وحزم، التصدي لأخطر فتنة تحدث بالبلد الحرام، وكادت تعصف بالأمة، حينما تعامل بكل قوة مع فتنة «جهيمان» الشهيرة عام 1979 م فالملك خالد، رابع ملوك المملكة العربية السعودية الذي سكن ضمير الأمة ببساطته، واقترابه الشديد من المواطنين، لا يزال حاضراً بأعماله، رغم سنوات رحيله الطويلة، ولا يزال الجيل الكبير من مواطنينا يذكر له العديد من مآثره البيضاء التي غمرت ربوع الوطن، ويبقى على أجيالنا الجديدة أن تعرف تاريخه المضيء والمشرق، كما تعرف الصفحات المشمسة من تاريخ قياداتنا التي رسمت بإنجازاتها ملحمة البناء والنهضة والتقدم في تاريخ المملكة الحديث. ويذكر التاريخ للملك خالد، الذي امتاز بالعدل والزهد والورع والتقى والخوف من الله تعالى في كل شؤون حياته، أنه استطاع بحنكة وحزم، التصدي لأخطر فتنة تحدث بالبلد الحرام، وكادت تعصف بالأمة، حينما تعامل بكل قوة مع فتنة «جهيمان» الشهيرة عام 1979 م، ووقى البلاد والعباد من شرّ فتنة كادت أن تستطير وتجرنا إلى مجهول لا يعلمه إلا الله، ولأنه ليس غريباً علينا، أن نستذكر هذه المآثر، يجب أيضاً أن نقرأ تاريخنا جيداً، على الأقل، لنرد الجميل لكل من غابوا عنا بعد أن أدوا دورهم كاملاً، ونسطر لهم بامتناننا وعرفاننا كل ما عملوا فأخلصوا، واجتهدوا من أجلنا، وفي هذا المقام علينا أيضاً أن نستذكر الجهود الحية لإحياء هذه السيرة العطرة، ومنها الرعاية الكريمة للأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز ، أمير المنطقة الشرقية، لفعاليات الاحتفاء بالملك الراحل، كذلك وفاء البنوّة ممثلاً في الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز، أمير منطقة عسير، الرجل الذي يأخذ من صفات الأب الراحل الكثير، واستحق أن يكون أمير قلوب مواطني المنطقة الجنوبية بنزاهته وشفافيته وحرصه.