استيقظ المصريون على فجر جديد بعد 30 عاما من الحكم الشمولي تحت رئاسة حسني مبارك. ومع رفع اذان الفجر ارتفعت اصوات أبواق السيارات في شتى أنحاء العاصمة احتفالا بعد ليلة احتفل فيها ملايين المصريين بتخلي الرئيس مبارك عن السلطة. وبعد 18 يوما من الاحتجاجات الحاشدة في ميدان التحرير بوسط القاهرة نجحت انتفاضة الشعب المصري في نهاية الامر. مصرية تحتفل بسقوط النظام وقالت رشا أبو عمر التي تعمل في مركز اتصالات: أخيرا ستكون هناك حكومة نختارها.. ربما نعيش في دولة أفضل طالما حلمنا بها. وبعد ساعات من اعلان تخلي مبارك عن السلطة وتسليمها للمجلس الاعلى للقوات المسلحة لم يحتشد المحتفلون في ميدان التحرير فقط بل في كل شارع وحي سكني بالقاهرة والاسكندرية وغيرها من المدن والبلدات في شتى أنحاء البلاد. ويأتي كل ذلك بعد ثمانية أسابيع فقط من اشعال بائع الخضر التونسي محمد بوعزيزي النيران في نفسه أمام مبنى حكومي في مدينة سيدي بوزيد التونسية احتجاجا على سوء معاملة الشرطة له. السعي لاسرة حاكمة والان مبارك الذي كان على ما يبدو مع بداية العام الحالي يستعد لتأسيس أسرة حاكمة جديدة في مصر بتسليم السلطة لابنه جمال سلم السلطة للمجلس الاعلى العسكري بينما قال مسؤول في الحزب الوطني ان مبارك وأفراد أسرته غادروا القاهرة. صباح الحرية وعلى الجسر المؤدي الى ميدان التحرير وسط القاهرة تجمع حشد من الشباب رافعين الاعلام المصرية واستوقفوا السيارات لتحية ركابها وتهنئتهم. وكان احد هؤلاء الشباب يصيح "يا صباح الحرية"، فيما كان بعض المعتصمين في الميدان ممن امضوا ليلتهم فيه يستعدون للنهوض واستقبال اليوم الاول بعد رحيل مبارك. طوال فترة الانتفاضة وقف الجيش موقف المحايد، بحماية كلا الطرفين، المحتجين ونظام مبارك، ودعا العديد من المحتجين حينها القوات المسلحة للتدخل وتولي زمام السلطة كحكومة تسيير أعمال وقد امضى الكثيرون ليلتهم في ميدان التحرير وسط القاهرة في اجواء احتفالية تواصلت حتى الصباح. وقال اسامة توفيق سعد الله وهو مهندس في الاربعين من عمره "انه يوم عيد، لقد ولدنا من جديد". وأضاف لوكالة فرانس برس "نريد ان يطلق سراح كل السجناء السياسيين". تغيير درامي وفي حين احتفل المصريون حتى الفجر، السبت، بنشوة النصر وتنحي الرئيس، حسني مبارك، بعد حكم دام ثلاثة عقود ووصفته ردود الأفعال الدولية بأنه تغيير تاريخي ودرامي، حذر محللون أن التحدي الأكبر يكمن في حقبة ما بعد مبارك وإعادة بناء البلاد. وقال كينيث بولاك، مدير مركز سابان لسياسة الشرق الأوسط في معهد بروكينغز: "مشاكل مصر بدأت قبيل مبارك ولن تنتهي بعد الإطاحة به". وأضاف في تعقيب أدلى به لCNN: "بل هي نتاج أنظمة راكدة ساهم مبارك في ترسيخها" لكنها "تتجاوز في وقتنا الراهن إلى ما أبعد من شخصه". تخوف ويتخوف مراقبون بشأن مدى استعداد الجيش للتخلي عن السلطة لصالح نظام ديمقراطي. وقال دانيال بايمان، من "معهد بروكينز": "لمصر تاريخ طويل من الحكم العسكري".. لن يندهش أحد إذا لم يكن الجيش حريصاً على تمرير الأمور إلى الشعب المصري". لكنه استدرك بالإشارة إلى التقدير الراسخ الذي يكنه الشعب المصري للمؤسسة العسكرية، فطوال فترة الانتفاضة وقف الجيش موقف المحايد، بحماية كلا الطرفين، المحتجين ونظام مبارك، ودعا العديد من المحتجين حينها القوات المسلحة للتدخل وتولي زمام السلطة كحكومة تسيير أعمال.