أزاح مئات من الجنود المصريين محتجين مناصرين للديمقراطية لفتح طريق لحركة المرور كي تبدأ في التدفق بميدان التحرير بوسط القاهرة أمس للمرة الأولى منذ أكثر من اسبوعين، وهتف المحتجون “سلمية سلمية” بينما تحرك الجنود وأفراد الشرطة العسكرية لتفريقهم. واندلعت اشتباكات وضرب بعض الجنود محتجين بالعصي. وفيما قال شهود إن آلاف المحتجين تدفقوا من جديد على ميدان التحرير بوسط القاهرة أمس بعد أن سعى الجيش لتفرقة المعتصمين هناك والذين تعهدوا بالبقاء إلى أن ينفذ المجلس الأعلى للقوات المسلحة تعهداته بالاصلاح، طلب قائد الشرطة العسكرية من المحتجين إزالة الخيام من الميدان وعدم تعطيل المرور. وقال محمد ابراهيم مصطفى علي قائد الشرطة العسكرية للمحتجين والصحافيين إنه لم يعد مرغوبًا في وجود المحتجين في الميدان بعد الآن. وفي الوقت ذاته أزال الجنود الخيام من الميدان. ويقول الجيش إنه يحترم مطالب المتظاهرين الذين اطاحت احتجاجاتهم الحاشدة بالرئيس حسني مبارك. لكنه يدعوهم إلى العودة إلى منازلهم حتى تعود الحياة إلى طبيعتها. ولم تستمر الاحتكاكات التي وقعت في الصباح الباكر طويلا لكن تحرك الجيش الذي دعمه العشرات من افراد الشرطة العسكرية فرق المحتجين الذين كانوا يسيطرون على الميدان إلى مجموعات صغيرة. وبقي نحو ألفا متظاهر في الميدان ولا تزال بعض الخيام منصوبة في حديقة بمنتصفه. ورغم استقالة مبارك التي كانت المطلب الرئيسي للمحتجين فإن الكثير من المحتجين قالوا إنهم يعتزمون البقاء في الميدان لضمان أن يمهد المجلس الأعلى للقوات المسلحة - الذي تسلم قيادة البلاد بعد تنحي مبارك - الطريق لإرساء الحكم المدني والديمقراطية كما وعد. ومن بين مطالب المحتجين الغاء قانون الطوارئ الذي كان يستخدم لخنق المعارضة والافراج عن جميع السجناء السياسيين واجراء انتخابات حرة ونزيهة. وقال أحد المحتجين من خلال مكبر للصوت إن الجيش هو العمود الفقري لمصر وإن الحل ليس في إجلاء المحتجين من الميدان وإن عليه الاستجابة لمطالب المحتجين. وقال بعض المحتجين إن جنودًا احتجزوا بعض قادتهم وإن أكثر من 30 ربما أخذوا إلى منطقة احتجاز تابعة للجيش قرب المتحف المصري بالميدان. وتلقى الجيش اوامر بالنزول إلى الشوارع يوم 28 يناير بعدما خاضت الشرطة معارك في الشوارع لمحاولة احتواء الاحتجاجات لكنها فقدت السيطرة. ولعب الجيش دورًا محايدًا إلى حد بعيد لكنه احتجز بعض المحتجين والصحافيين وإن كان لفترات وجيزة. وشعر بعض المارة بأن وقت الاحتجاجات قد انتهى. وتساءل احد المارة: “الم يحققوا ما يريدون؟ هل يمكن لاحد أن يشرح لي ما الذي تبقى من مطالبهم؟” لكن محاسبًا يدعى جهاد لبان قال إنه لا يزال هناك الكثير من العمل لضمان الا تهدر الثورة مكاسبها. واضاف: “لقد وقفنا بجانب الجيش في ثورته” في اشارة إلى ثورة 1952 التي اطاحت بالملك فاروق المدعوم من بريطانيا. وتابع: “عليه أن يقف بجانبنا في ثورتنا”. ومضي يقول: “الهدف لم يكن مطلقًا مجرد التخلص من مبارك. النظام كله فاسد ونحن لن نرحل إلا أن نرى بعض الاصلاحات الحقيقية. أنا سأدفن في ميدان التحرير.. انا هنا من اجل اطفالي. مصر ايضا غالية علينا لدرجة لا تسمح بأن نغادر الآن”.