توعدت حركة طالبان أمس الإثنين بالانتقام لمقتل 16 مدنيا بنيران جندي أمريكي. وتعهد المسلحون في بيان نشروه على موقعهم «بالانتقام لكل شهيد من الغزاة والقتلة المتوحشين ومعاقبتهم على «تصرفاتهم الوحشية». ووصفوا القوات الأمريكية بأنهم «مرضى عقليين» و «همج» يرتكبون جرائم «دموية غير إنسانية». ودعت الحركة جماعات حقوق الإنسان الدولية إلى «مساعدة الأفغان لمنع مثل هذه الجرائم غير المبررة التي يرتكبها الغزاة الأمريكان ومحاكمتهم». وكانت طالبان قد أعلنت الشهر الماضي مسؤوليتها عن عدد من الهجمات تضمنت مقتل ستة جنود أمريكيين على أيدي قوات أفغانية ردا على قيام قوات أمريكية بحرق نسخ من القرآن الكريم. الأطلسي يعتذر واعتذر حلف شمال الأطلسي (ناتو) يوم الأحد عن مقتل 16 مدنيا أفغانيا برصاص جندي أمريكي بمدينة قندهار الأفغانية. وقال الجنرال جون ألين، قائد قوة المساعدة الأمنية الدولية (ايساف) التي يقودها الحلف إنه «صدم وشعر بالحزن لسماع نبأ حادث إطلاق النار». وتردد أن الجندي، الذي لم يكشف عن اسمه، خرج من قاعدته قبل فجر أمس الأول وبدأ في إطلاق النار على مدنيين أفغان داخل منازلهم. وأوضح ألين أن الجندي الأمريكي المشتبه في تورطه في الهجوم قد اعتقل متعهدا ب»إجراء تحقيق سريع وشامل» في جريمة القتل التي وقعت في قندهار بجنوب البلاد. أمريكا تخشى من الانتقام وحذر مسؤولون أمريكيون أمس الإثنين من احتمال وقوع هجمات انتقامية بعد مقتل 16 قرويا أفغانيا معظمهم من الأطفال والنساء في عملية إطلاق نار من قبل جندي أمريكي تضعف قبضة الغرب الضعيفة على حرب دائرة منذ عشر سنوات. وسارعت واشنطن لتفصل عملية إطلاق النار التي أنحت باللائمة فيه على جندي أمريكي وحيد عن جهود القوة الأمريكية المؤلفة من 90 ألف جندي في أفغانستان ولكن إطلاق النار العشوائي في إقليم قندهار بجنوب أفغانستان سيلهب بالتأكيد من جديد الغضب ضد الغرب. ويأتي هذا الحادث بعد أقل من ثلاثة أسابيع من قيام جنود أمريكيين بحرق نسخ من القرآن الكريم في القاعدة الرئيسية لحلف شمال الأطلسي في أفغانستان مما أثار احتجاجات واسعة النطاق قتل فيها 30 شخصا. وقال القروي حاجي صمد أن أطفاله وأحفاده كانوا من بين 11 من أقاربه قتلوا في الحادث. وقال صمد وهو يبكي في مكان الحادث وقد تلطخت جدران منزله بالدم أن الأمريكيين سكبوا مواد كيماوية على جثثهم وأحرقوها. وقال جيران أنهم استيقظوا على صوت أعيرة نارية يطلقها جنود أمريكيون وصفوهم بأنهم كانوا سكارى ويضحكون..وقالت السفارة الأمريكية في بيان طارىء على موقعها على الإنترنت أن السفارة الأمريكية في كابول تحذر المواطنين الأمريكيين في أفغانستان من أنه نتيجة لحادث إطلاق نار مفجع في إقليم قندهار ضم عسكريا أمريكيا فهناك خطر بحدوث مشاعر واحتجاجات مناهضة للأمريكيين خلال الأيام المقبلة ولاسيما في الأقاليم الشرقية والجنوبية. وقندهار هي مهد حركة طالبان التي أطاحت بها قوات مدعومة من الولاياتالمتحدة في أواخر 2001. وشهدت الأقاليم الجنوبية والشرقية بعضا من أعنف القتال خلال الحرب والتي لا تحظى بشعبية على نحو متزايد بين الأمريكيين وحلفائهم الأوروبيين. وقالت السفارة الأمريكية في ساعة مبكرة من صباح أمس الإثنين على تويتر أن قيودا فرضت على تنقلات كل أفراد السفارة في الجنوب. وحدثت زيادة كبيرة في هجمات القوات الأفغانية على القوات الأمريكية بعد حرق القرآن. وكان الحادث الذي وقع أمس الأحد في قندهار واحدا من أسوأ الحوادث في نوعه ووصفه شهود بأنه//مذبحة ليليلة// أسفرت عن قتل تسعة أطفال وثلاث نساء. وقال متحدث باسم قوة المعاونة الأمنية الدولية/ايساف/ التي يدعمها حلف شمال الأطلسي أن قرويين في ثلاثة منازل هوجموا وأصيب مدنيون كثيرون. واتصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما بنظيره الأفغاني حامد كرزاي ووعده بالتوصل للحقائق بسرعة و//محاسبة أي شخص مسؤول بشكل كامل. وأضاف في بيان //هذا الحادث مأساوي ومروع ولا يمثل الطابع الاستثنائي لجيشنا والاحترام الذي تكنه الولاياتالمتحدة لشعب أفغانستان. ولكن مثل هذه الحواث تؤجج المشاعر المناهضة للغرب بين الأفغان وسرعان ما يستغلها المتمردون. وقالت طالبان أنها ستسعى للانتقام. وأثار حرق نسخ من المصحف الشريف في قاعدة باجرام الجوية غضبا على نطاق واسع بين المسؤولين وقوات الأمن والمدنيين الأفغان على حد سواء. وتثبت هذه العملية أيضا التحديات المتبقية مع استعداد القوات الأجنبية لسحب القوات المقاتلة وتسليم مسؤولية الأمن للأفغان بحلول نهاية 2014. وربما يعزز هجوم الأحد أيضا إجماعا متزايدا في واشنطن بشأن ما يمكن إنجازة في أفغانستان حتى بعد زيادة القوات التي استهدفت تغيير مجرى الحرب . وتجاوزت تكلفة الحرب بالفعل 500 مليار دولار وقتل أكثر من 1900 جندي أمريكي ليقترب عدد الجنود الأجانب الذين قتلوا من ثلاثة الآف شخص. واستشاط كرزاي غضبا. ويمثل سقوط ضحايا من المدنيين بسبب القوات الأمريكية والقوات الغربية الأخرى أحد الأسباب الرئيسية للخلاف بين واشنطنوكابول. وأدان كرزاي إطلاق النار بوصفه//قتلا متعمدا// وطالب بتفسير. وأصدر مكتب كرزاي بيانا نقل فيه عن قروي قوله //أيقظ جنود امريكيون أسرتي وأطلقوا النار على وجوههم//. وقال مسؤولون من السفارة الأمريكية وايساف ومن واشنطن أنه يبدو أن جنديا واحدا فقط هو الذي قام بإطلاق النار. وقال متحدث باسم ايساف أن الجندي الأمريكي //عاد إلى القاعدة وسلم نفسه للقوات الأمريكية هذا الصباح// وأضاف أنه لم تكن هناك أي عمليات عسكرية في المنطقة. ولكن وزير الشؤون الحدودية والقبلية الأفغاني أسد الله خالد أن جنديا أمريكيا اقتحم ثلاثة منازل قرب قاعدته عند منتصف الليل وقتل 16 شخصا من بينهم 11 شخصا في المنزل الأول. وقال القروي حاجي صمد أن أطفاله وأحفاده كانوا من بين 11 من أقاربه قتلوا في الحادث. وقال صمد وهو يبكي في مكان الحادث وقد تلطخت جدران منزله بالدم أن الأمريكيين //سكبوا مواد كيماوية على جثثهم وأحرقوها.// وقال جيران أنهم استيقظوا على صوت أعيرة نارية يطلقها جنود أمريكيون وصفوهم بأنهم كانوا سكارى ويضحكون. واتصل وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا أيضا بكرزاي ليعزيه. وقال بانيتا أدين مثل هذا العنف وقد صدمت وحزنت لمزاعم أن عسكريا أمريكيا قام بذلك وقد عمل بشكل واضح خارج تسلسل قيادته.