استضافت جمعية الثقافة و الفنون في الدمام مساء الثلاثاء الماضي الدكتور حكيم عباس في أمسية تشكيلية حلل من خلالها أعمال للفنانين : عبد الله الشيخ و زمان جاسم و هادي الخالدي. استعرض المحاضر في البداية مفهومه للنقد و ذكر أنه غير النقد المدرسي و قسم الفنانين الثلاثة إلى مجموعتين : الأولى عبد الله الشيخ و زمان جاسم في مجموعة ، هادي الخالدي في مجموعة ثانية. و ذكر أنه سيركز على الرؤية الفنية و مدى استفادة الفنانين من الثيمة المحلية . و رأى أن جاسم و الشيخ يستخدمان رؤية فنية تعتمد اتجاه الطابع المحلي بأسلوبين مختلفين. ثم انتقل إلى كيفية تعامله مع اللوحة أثناء قراءتها. و قال : أنا افترض أنني لا أعرف الفنان صاحب اللوحة و لا اسمه . و عرض لوحتين من تجربة الشيخ وبين ان هناك علاقة سردية بين اللوحتين فكأن الفنان الشيخ أكمل ما أراد أن يقوله في اللوحة الأولى. و ذكر أنه ينظر إلى مكونات اللوحة مثل مقياس اللوحة و الخامات التي استعملها الفنان و كذلك عنوان اللوحة الذي اهتم به كثيرا. ثم ابتدأ بوصف اللوحة و ماذا يرى فيها من عناصر و ذكر أن ذلك جزء مهم من تحليل العمل حيث نكتشف مكنونات اللوحة و دلالاتها و ذكر أن أعمال زمان و الشيخ فيها نكهة شرقية و أن الزخرفة في أعمال زمان مأخوذة من البسط و ألوان ورق الجدران و هي من التراث الإسلامي. و أخذ على أعمال زمان إغراقها بسيطرة العنصر الزخرفي . ثم لاحظ الفرق الزمني بين الشيخ و زمان و أعطى خلفية تاريخية طويلة و تأثير الأحداث السياسية على الفن . و اسقط ذلك على أعمال الفنانين الشيخ و جاسم. و التأثر بالفنان واسيل و تأثير الفن الأوروبي من المغرب إلى العراق و قال: إن الفنان الشيخ تأثر بمدرسة بغداد للفن الحديث بينما أخذ زمان العنصر الزخرفي و أخضعه للأسلوب الأوروبي . كما اعتنى بالتنميق . و قد فعل ذلك على حساب الرؤية الفنية فهو لم يطوعها!! ..ثم انتقل إلى تحليل عملين للفنان هادي الخالدي. و دخل إلى المفهوم التاريخي و الفلسفي للسمكة و أسهب في رؤية أفلوطين للجمال و الروح و ذكر أن الخالدي رسم الماء الأولي و من خلال الخلفية الزرقاء و رسم أجنة غير مكتملة و قال: إن هادي الخالدي يريد أن يشير لنا كيف نتحرر و ننعتق لنعود للتوحد مع الواحد المطلق !! بعد ذلك داخل الفنان عبد الرحمن السليمان مثنيا على المحاضر و تحدث عن جوانب أخرى في المحاضرة و ذكر أن من يحلل أعمال فنان لا يمكن أن يغفل عن اسمه و قال: إن هناك نقاطا كثيرة موضع للنقاش و إن تجربة الشيخ أو جاسم أوسع من ذلك. و رد المحاضر أن هذه القراءة هي للوحتين فقط لكل فنان . ثم تحدث الناقد يوسف شغري فقال: إن هذه القراءة هي رؤية شخصية خاصة بالمحاضر الذي أضفى ثقافته على الأعمال و حملها ما رأى هو و ليس ما فيها موضوعياً و ذكر أن عدم ذكر عنوان للوحة لا يعد ضعفاً من الفنان وإن الدراسة يمكن تصنيفها في الإطار الثقافي و الحضاري العام و ليس النقد التشكيلي . وقد رد المحاضر مشيرا إلى أنه يختلف كليا مع الناقد شغري و أن الهدف اكتشاف القيم الحضارية التي تؤدي إلى تغيير المجتمع!! ثم تحدثت من القسم النسائي الفنانة شعاع الدوسري فشكرت المحاضر و عبرت عن إعجابها بما قدمه . و اختتمت الأمسية بتقديم مدير الجمعية عيد الناصر هدية تذكارية للمحاضر.