لم يعد استخدام أنظمة كاميرات المراقبة الأمنية مقتصرا على الدوائر الحكومية أو قصور الأثرياء والمشاهير فقط، بل أصبحت رائجة بين أصحاب المنازل والمنشآت الصغيرة الذين باتوا يقبلون على استخدامها لحماية ممتلكاتهم ومراقبتها عن بعد. ويشير خبراء إلى تعدد أغراض أنظمة كاميرات المراقبة الأمنية، فبعضها يستخدم لتوثيق الجرائم والبعض الآخر لمراقبة حركة المرور والنقل والسلامة الصناعية، لكنها في بادئ الأمر استخدمت لسلامة السكان في الأماكن العامة وكذلك لأمن البنوك والشركات والمكاتب والمطارات والمتاجر والمباني الحكومية والعسكرية. وأكدوا على ان أنظمة الكاميرات تختلف بحسب الدقة والاستجابة وآلية حفظ التسجيلات والعرض ، فهناك أنظمة كاميرات «CCTV» المصممة لرصد مجموعة متنوعة من الصور والأنشطة التي تعتمد على أنظمة الدوائر التلفزيونية المغلقة وتستخدم عادة لربط الاتصالات الثابتة بين الكاميرات والشاشات، وهناك جيل جديد من أنظمة الكاميرات الرقمية المعتمدة على بروتوكول الإنترنت «IP Camera» والذي يستخدم لإرسال الصور، وبيانات الفيديو واستقبال إرشادات التحكم عن طريق اتصال Ethernet عالي السرعة أو شبكات «Wi-Fi» اللاسلكية والتي تعمل ضمن شبكة محلية «LAN « أو شبكة واسعة»WAN «، حيث يتم ربط نظام المراقبة والمكون من كاميرا واحدة أو عدة كاميرات موزعة في أماكن متعددة مما يتيح المراقبة من خلال أجهزة كمبيوتر أو الأجهزة اللوحية أو الهواتف الذكية المتصلة بشبكة الإنترنت. أنظمة كاميرات «IP» استحوذت على أكثر من 50 بالمائة من سوق أنظمة المراقبة ، حيث تقوم بوظائف أكثر قوة من ناحية المسافة والتوصيل المباشر إلى الشبكة دون الحاجة إلى كيبل وذلك بدعم تقنيات «Wi-Fi» وقال سلمان العامري الخبير في كاميرات المراقبة أن أنواع كاميرات «IP Camera» المخصصة للمراقبة تختلف حسب خصائصها، فمنها ما يدعم التصوير الليلي وإضافة الصوت إلى الصورة، مع اختلاف أبعاد المراقبة بحسب مقدار دوران الكاميرا فمنها ما يمكنه الدوران في الاتجاه العمودي بمقدار 120 درجة و الأفقي بمقدار 270 درجة والتي عادة ما تكون في مثبته في زاوية معية ومنها ما يعطي 180 درجة كاملة لكنها تكون بأسعار مرتفعة جدا و تدعم آلية التحكم عن بعد في حركتها، إضافة إمكانية التقاط الصور بصيغة «JPEG» بوضوح عال ،ويدعم بعض هذه الكاميرات مشاركة الصورة الملتقطة بإمكانية عرضها لأكثر من شخص في أماكن مختلفة مع احتوائها على تقنيات الربط بالشبكة ، فبعضها توصل بالشبكة عبر منفذ «Ethernet « و بعضها تستخدم تقنية «WI-Fi» للربط ، كما يوجد جيل جديد من الكاميرات يعتمد على خدمات البيانات «3G» تربط عبر شبكات الإنترنت، ويتميز بعضها بخصائص اكتشاف الحركة «motion detection» ورصد أي تغير في الصورة الملتقطة لمدة زمنية معينة بحيث يتم ربطها مع صفارة إنذار لإكتشاف إي سرقة أو حركة في المكان بعد ضبطها». ولفت العامري الى انظمة كاميرات «IP» استحوذت على أكثر من 50 بالمائة من سوق أنظمة المراقبة بالمقارنة مع الأنظمة التقليدية، حيث تقوم بوظائف أكثر قوة من ناحية المسافة والتوصيل المباشرة إلى الشبكة دون الحاجة إلى كيبل اذا كانت الكاميرات تدعم تقنيات «Wi-Fi». وأشار إلى امكانية التوسع في استخدام هذا النوع من الكاميرات لأن النظام لا يمتلك أي قيد أو حد معين لعدد الأجهزة، ومن السهل إضافة معدات وربطها بنظام المراقبة كونها معتمدة على نظام شبكات الكمبيوتر «IP» والذي يوفر عدد كبير من العناوين بحسب نوع وتصنيف الشبكة. يذكر أن أنظمة كاميرات المراقبة لم تقتصر الأعمال فحسب بل يمكن لأصحاب المنازل الاستفادة منها أيضا بإنشاء نظام مبسط ومتواضع للمراقبة. وفي هذا السياق يقول الخبير التقني عمر محمد « ان إنشاء نظام مراقبة منزلي متواضع لن يحتاج لكثير من التعقيدات أو التكاليف العالية ، وكل ما هو مطلوب امتلاك جهاز كمبيوتر وراوتر وكاميرا من نوع «IP» إضافة إلى كيبل «Ethernet» إذا لم تكن الكاميرا داعمة لتقنية ال «Wi-Fi» وذلك لإعطاء الكاميرا عنوان «IP» خاص بها على الشبكة. وتابع « هناك اكثر من نوع لكاميرات «IP» و تختلف مجموعة الصور المسجلة عبرها بحسب طرق تخزينها للمعلومات ، فبعض الكاميرات تعتمد على وحدات تخزين داخلية مستقلة، والبعض الآخر يعتمد على وحدات تخزين داخل جهاز الكمبيوتر المربوط والمتحكم بالشبكة، ولذلك لم تعد هناك حاجة للوصول إلى ما تعرضه الكاميرا عبر أجهزة الكمبيوتر، فالأجهزة اللوحية والهواتف الذكية المعتمدة على أنظمة تشغيل «IOS» و «Android» يمكنها عرض ما تصوره هذه الكاميرات في أي مكان وزمان شريطة توفر اتصال بشبكة الإنترنت وذلك من خلال تطبيقات خاصة متوفرة في المتاجر الإلكترونية المخصصة للتطبيقات مثل»Android market « و»App Store» «. وتحدث عمر عن المخاطر التي تواجه أنظمة الكاميرات الأمنية المعتمدة على «IP» ، مؤكدا احتمالية اختراقها وسرقة المعلومات منها ، لذلك تحتاج إلى سعات عالية لإرسال للبيانات «Bandwidth» تمكن من مشاهدة ما تصوره الكاميرا بأعلى درجات الوضوح ، لكن الأمر يتطلب استقرار الاتصال بالإنترنت ، وفي حال وجود أي انقطاع بالاتصال فان ذلك سيؤثر سلبا على مزامنة الصورة الملتقطة مع وقت عرضها، ومن الممكن ان تعجز كاميرات «IP Camera» عن التعامل مع بيئة الإضاءة المنخفضة مما يجعلها غير صالحة للاستخدام في المساء ما لم تكن مجهزة لذلك، إضافة إلى معضلة خزن البيانات لأن النظام يلتقط الصور والأصوات على مدار الساعة الامر الذي يتطلب وجود وحدات تخزين بمساحات عالية تكفي الكم الهائل من البيانات. وقال : إن لأصحاب الأعمال الصغيرة أنظمة يمكنهم الاستفادة من كاميرات المراقبة عبر إنشاء نظام اقتصادي خاص بالمنشأة للمراقبة سواء الأمنية ضد الحوادث والسرقات أو للمنافع الخاصة بتحليل ومراقبة سير العمل، فأنظمة الكاميرات الأمنية متوفرة بأحجام مختلفة، ومن السهل إخفاؤها عن أعين الناظرين ، وخاصة إذا كانت أماكن الرصد مناطق حساسة وتحتوي على معلومات سرية وحسابات وأموال.