تعرّضت مدينة حمص المنتفضة يوم الجمعة لأعنف قصف منذ 14 يومًا من قبل القوات السورية النظامية، فيما خرجت تظاهرات في جمعة «المقاومة الشعبية» غداة تبنّي الجمعية العامة للامم المتحدة قرارًا يدعو الى الوقف الفوري لحملة القمع التي يشنها نظام الرئيس بشار الاسد. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان ان خمسة مواطنين قتلوا في حي بابا عمرو الذي يتعرّض لقصف متواصل منذ الصباح. وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية في محافظة حمص هادي العبد الله ان «القوات السورية تقوم بقصف هو الأعنف منذ 14 يومًا. انه امر لا يصدّق، انه عنف كبير لم نرَ مثله. يطلق ما معدّله اربع قذائف في الدقيقة». واضاف: «تمّ استهداف الخالدية والبياضة الجمعة بقصف مركّز بالاضافة الى حيي باب عمرو والإنشاءات» مشيرًا الى ان «القصف لم يكن بهذه الشدة خلال الايام السابقة». واكد العبدالله ان «هناك آلاف الاشخاص المعزولين عن العالم في حمص»، واصفًا ما يجري في المدينة بأنه «جريمة حرب». وقال: «هناك احياء لا نعلم عنها شيئًا، حتى انني شخصيًا لا اعلم شيئًا عن اهلي، لقد انقطعت اخبارهم عني منذ 14 يومًا». ويظهر شريط مصوّر بثه ناشطون على الانترنت قصفًا لمناطق سكنية وفي شريط آخر تسمع اصوات قصف مكثف للمدينة التي يطلق عليها الناشطون لقب «عاصمة الثورة» السورية. وافاد المرصد في وقت سابق انه تمّ العثور صباحًا على تسع جثث مجهولة، في الوقت الذي تشهد فيه معظم احياء بابا عمرو والخالدية والانشاءات والبياضة قصفًا عنيفًا واطلاق نار من رشاشات ثقيلة. واضاف المرصد ان اصوات الانفجارات «هزّت حي كرم الزيتون في الوقت الذي سمع فيه اطلاق نار في حي باب السباع مصدره حاجز القلعة مما ادى الى اصابة ثمانية اشخاص بجراح». وقال الناشط عمر شاكر في اتصال عبر سكايب من بابا عمرو ظهر الجمعة الجمعة «القصف العنيف مستمر، والجيش النظامي يحاول التقدّم من كل الجهات ويتصدّى له عناصر الجيش السوري الحر» مؤكدًا ان القوات النظامية «لم تحقق السيطرة على اي منطقة في بابا عمرو حتى اللحظة». وبحسب شاكر فان «النظام بقدر ما يريد اقتحام الحي، فإنه يتخوّف من حرب الشوارع ومن وقوع مزيدٍ من الانشقاقات لأن الاقتحام فرصة مناسبة لمن يعتزمون الانشقاق». وتقصف قوات النظام السوري المدينة الثائرة منذ الرابع من فبراير للحدّ من الحركة الاحتجاجية فيها. وتعاني عدة احياء من نقص في المواد الغذائية وتجد صعوبة في التواصل مع العالم الخارجي بسبب انقطاع الاتصالات والانترنت، كما يقول ناشطون. واكد الطبيب الميداني علي الحزوري في اتصال عبر سكايب من حي بابا عمرو الجمعة وجود «1800 جريح سقطوا خلال 15 يومًا». واضاف: «هناك حالات لا يمكن إسعافها بسبب نقص المواد الطبية، وهناك جرحى يتعذبون بانتظار الموت».