التوازن المادي من الضروريات التي لا بد أن تتوفر لأي فرد كي يصبح عنصرا منتجا وفعالا في المجتمع، وذلك في جميع جوانب الحياة بغية التوافق بين الواقع المعيشي وبين مسايرة ظروف الحياة المختلفة، وهذه طبيعة الحياة التي لا تحتاج إلى الذكاء الاجتماعي بقدر ما تحتاج إلى التأقلم معها وكسر قيود العقبات، ومن أهم مقومات الاتزان هو الاستقرار وشعور الفرد بالمكان الآمن الذي يطمئن إليه، الأمر الذي لم يتحقق حتى الآن مع المواطن جوف خالد الجوف البالغ من العمر (35 عاماً )، وحول مشكلته مع السكن يقول الجوف :» أنا متزوج ولدي ابن عمره ( 3 أعوام )، ونسكن مع والدتي في بيت شعبي بحي الرفعة الجنوبية بالهفوف والذي لا تتجاوز مساحته ( 31 م2 )، وقد تم تحديد منزلي من قبل البلدية ووزارة المواصلات ضمن المنازل التي سيتم إزالتها لعمل مشروع الدائري، واتجهت لأنهي إجراءات نزع الملكية والتعويض، حيث لم يتبق في إنهاء الإجراءات إلا إقرار المحكمة وورقة من العمدة، وفوجئت أن قيمة التعويض وصلت فقط إلى ما يقارب (186 ألف ريال )، فحاولت أن أبحث عن منزل بهذه القيمة فلم أجد، فكل المنازل التي أجدها بهذه القيمة تحتاج إعادة تهيئة وبمبالغ طائلة، فضلاً عن أن المنازل الشعبية تقدر قيمتها ب (600 ألف ريال فأكثر )، وقد قابلت الأمين المهندس فهد الجبير وقال لي بالحرف الواحد :» ( كيف تقف عائقا أمام مصلحة عامة؟! ) « فما كان ردي إلا أنني قلت له: «( كيف أخرج من المنزل ومبلغ التعويض لا يجلب لي منزلاً حتى لو كان شعبياً ؟! )»، وعندما رأيت أن جميع السبل مغلقة أمامي توجهت لديوان المظالم بتاريخ 16/8/1432 ه برقم القضية (2990) عن الدائرة الأولى الصادر برقم الحكم (233)، فرد لي ديوان المظالم قائلاً:» ( نحن غير مسؤولين عن شرائك لمنزل جديد، و إنما قضيتنا عن المشكلة الحالية و هي خروجك من المنزل )»، أنا لا أملك وظيفة، ولا أملك أي دخل ثابت، و تم تسعير منزلي خلال الورق فقط وليس من خلال الكشف النظري للمنزل ومدي القيمة المستحقة له، و الدليل على ذلك جاري بالمنزل المجاور لي يملك نفس مساحة منزلي وأعطي تعويضاَ أكبر من مبلغ تعويضي؟! وفي الأخير قام ديوان المظالم بتحويلي لهيئة النظر، والتي ستحكم في القضية بحيث إذا كانت التسعيرة الجديدة أقل من القديمة سوف تحكم فيها مهما كانت قيمة التسعيرة، أنا أعمل سائق ( باص ) باسم أخي، ورزقي أنا وأسرتي على أجرة هذا الباص بعد الله سبحانه وتعالى، الضمان الاجتماعي كان يصرف لي إعانة بما يقارب 1200 ريال وتم قطعها علي بعد خروجي من السجن دون علمي بذلك»، وطالب الجوف من جميع المحسنين الوقوف معه في محنته وتقديم المساعدة له ولأسرته، وإنصافه في تسعيرة منزله لكي يستطيع شراء منزل آخر بعد خروجه من منزله الذي عاش فيه أجمل أيامه .