تلقي أزمة الديون في أوروبا بظلالها على الاقتصاد العالمي بشكل عام ويتوافق معها على ذات النمط ولكن بدرجة مختلفة ما نسمعه من أخبار عن اقتصاديات الولاياتالمتحدةالأمريكية وجميع ذلك يصبّ في خانة تتضاعف عندها مخاوف المتعاملين مع أسواق المال وتدفعهم للتردّد في اتخاذ قراراتهم الاستثمارية خوفًا من تباطؤ في النمو أو خسارات مؤذية لا قدر الله .. إن الأسواق حول العالم مرتبط بعضها ببعضه الآخر بطريقة أو بأخرى وبآلية معينة فكل سوق له كبار ومتوسطو متعاملينه الذين يفرضون من خلال متاجرتهم نمط الارتباط مع الأسواق العالمية أو بأحد المؤشرات مثل الداو جونز أو غيره من مؤشرات هامة ويأتي رصد متاجرة مَن يتحكّم بسير الحركة ليكون كافيًا كي نفهم إلى أين سيتجه في المستقبل القريب ليكون الدخول في نفس اتجاهه، حيث إنه أفضل مائة مرة من الدخول عكس الاتجاه الأمر الذي يرفع من نسبة المخاطرة ويزيد من احتمالية التعرّض لخسائر قد تكون مدمرة للحساب. اليورو مقابل الدولار الأمريكي خاضت تداولات اليورو أمام الدولار الأمريكي خلال الأسبوع الماضي شدًّا وجذبًا لا بأس به حيث بدأ أسبوعه صاعدًا إلى أن خسر معظم مكاسبه في اليوم الأخير ليغلق أسبوعه عند مستويات 1.3170 والتي تأتي تحديدًا عند مستوى المقاومة الرئيسي الأول المتمثل بحاجز 38.2 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الشهري والذي أغلق شمعتين شهريتين دونه وهو في شمعته الثالثة التي إن أغلقت دونه أيضًا فهي إشارة واضحة للمتعاملين بأن هناك استمرارًا في الهبوط قد يصل إلى مناطق الدعم الرئيسي التالي على ذات الإطار الزمني والواقع على حاجز 50 بالمائة من ذات الموجة المذكورة أعلاه والواقع على 1.2290 ولكن الوصول إلى هناك يتطلب الكثير من الضغط البيعي على عملة اليورو خصوصًا أن اليورو بدأ موجته الهابطة من مستويات 1.5 دولار لكل واحد يورو حيث إن الوصول إلى مستويات 1.2300 يعني تراجعًا تبلغ قيمته 2700 نقطة وهو ليس بالأمر الصعب في ظل الظروف الاقتصادية الحالية ولكن يبقى الحذر واجبًا في حال التفكير بأي أمر بيعي أو شرائي عند هذه المستويات علمًا بأن المسار العرضي يعتبر مقبرة المال حيث إن معظم خسارات المتعاملين تقع في هذه المناطق واليورو مقابل الدولار الأمريكي لا يزال في مسار تصحيحي للصعود الكبير الذي بدأه منذ العام 2002 إلى منتصف العام 2008. وعليه أود التأكيد على أن أمر الدخول يجب أن يكون من مناطق دعم أو مقاومة قوية جدًا بالإضافة إلى أمر وقف للخسارة يأتي على مسافة قريبة من مناطق الدخول تحسبًا لأي انزلاق سعري قد ينعكس سلبًا على المحفظة. الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني للأسبوع الأول منذ زمن بعيد يغلق الدولار الأمريكي بشمعة أسبوعية فوق حاجز المقاومة الرئيسي أمام الين الياباني المتمثل بخط الميل السعري الهابط على الإطار الزمني الأسبوعي والقادم منذ منتصف العام 2007 والممتد إلى هذا الأسبوع، حيث تمّ اختراقه والصعود أعلاه، وتم ذلك من خلال الشمعة الثالثة اليومية من تداولات الأسبوع الماضي والتي انطلق منها إلى أن وصل إلى مستويات 77.79 قبل أن يرتد قليلًا ليغلق أسبوعه عند مستويات 77.61 ين لكل دولار، حيث كانت مستويات التقاء السعر مع خط الميل السعري عند مستويات 76.79 نقطة وأدى اختراقها إلى صعود بلغ مائة نقطة ضربت من خلالها الكثير من أوامر وقف الخسارة التي كانت خلف تلك المقاومة وهنا أود الإشارة إلى أننا قد نبّهنا إلى ترجيح اختراق خط الميل السعري وهذا ما حصل فعلًا فقد أشرنا إلى أهمية أمر الشراء ووضع أمر وقف الخسارة دون مستويات القاع الأخير الواقع على مستويات 75.65، وهنا لابد من الإشارة إلى أن السعر يستهدف حاليًا مستويات المقاومة الأولى البسيطة له عند مناطق 79.53 والتي تبعد قرابة المائة والتسعين نقطة عن مناطق الإغلاق الحالي ولكن المقاومة المستهدفة على المدى القصير أو المتوسط الأجل تأتي عند مستويات 87 ينًا لكل دولار وهو ما يطمح إليه المركزي الياباني لتخفيف الضغط على اقتصاده ومن الناحية الفنية يتجه مؤشر ال MACD إلى مستويات الصفر ولكنه لم يصلها بعد وأعتقد أن يترافق ذلك مع اختراق السعر لمستويات المقاومة الأولى المذكورة أعلاه. مؤشر الداو جونز لا يزال مؤشر الداو جونز من محاولة إلى أخرى في اختراق مستويات المقاومة الرئيسية الأولى له حاليًا عند مناطق 12928 نقطة والمتمثلة بقمة الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الشهري والتي إن اخترقها فسوف تفتح الباب على مصراعيه للصعود إلى مستويات القمة الثانية للمؤشر والكبرى له خلال عقود من الزمن الواقعة على حاجز 14279 نقطة والتي لا أعتقد أن يكون اختراقها بتلك السهولة بل على العكس تمامًا فقد يتعرّض المؤشر لمقاومة بيعية شرسة قد تدخله قسرًا في موجة تصحيحية لتلك الموجة الصاعدة ولكن ما أود الإشارة إليه أن شمعة الأسبوع الماضي لم تكن موفّقة حيث إن المؤشر صعد لمناطق المقاومة الأولى ولكنه فشل في الإغلاق أعلاها بل عاد ليغلق على خسارة بلغت قيمتها 59 نقطة، حيث أغلق المؤشر تداولاته عند مستويات 12801 نقطة أي أدنى من مستوى المقاومة بسبع وعشرين نقطة فقط، فهل يخترقها خلال تداولات الأسبوع القادم أم سيبقى في مساره الجانبي لأسبوعين آخرين أم سيهبط معلنًا فشله في تجاوز المستوى. إن جميع هذه الخيارات مطروح على الطاولة ومراقبة سلوك المؤشر عند الوصول إلى المستوى في غاية الأهمية، حيث إنه يعكس ردة فعل صناع السوق على السعر عند هذه المستويات. الذهب أغلق الذهب تداولاته الأخيرة عند مستويات 1719 دولارًا للأونصة الواحدة خاسرًا بذلك ثمانية دولارات فقط حيث كان الافتتاح الأسبوعي عند مستويات 1727 دولارًا لينطلق إلى مستويات 1752 دولارًا قبل أن يتراجع في الأيام الثلاثة الأخيرة إلى مستويات إغلاقه الحالي وهنا أود التنويه إلى أمر غاية في الأهمية وهي أن أسعار الذهب لا تسير بشكل عبثي بل بشكل في غاية التنظيم فلو نشاهد الرسم البياني المرفق للذهب على الإطار الزمني الشهري فسوف نرصد أنه عندما فشل السعر في تجاوز مستويات القمة الكبرى عند مستويات 1921 دولارًا للأونصة ارتد ليذهب مباشرة إلى مستويات الدعم الرئيسي الأول له عند 1528 والمتمثل بحاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الصاعدة على الإطار الزمني الشهري والتي كانت بدايتها منذ الشهر التاسع من العام 1999 والممتدة إلى الشهر التاسع من العام 2011 والتي بدأ عندها المسار التصحيحي البسيط والذي لا نعلم إن انتهى حاليًا أم أن للصعود بقية حيث من الواضح حاليًا أن السعر سوف يسير بين القمة الكبرى عند 1921 دولارًا وبين الدعم الرئيسي الذي ارتد منه قبل شهرين من الآن تقريبًا وهو الآن في منتصف المسافة بينهما ومن المغامرة الدخول عند هذه المستويات أو المراهنة على الوصول إلى أحد المستويات ليكون ذاك الرهان هو سبب الدخول بل يجب أن يكون الدخول بمنطقة بالقرب من أحد هذين المستويين كما أشدّد على أن أهمية وقف الخسارة خصوصًا في هذه الظروف وعند هذه المستويات الخطيرة حيث إن كسر الدعم الرئيسي حاليًا قد يدفع بالسعر للهبوط إلى مستويات الدعم الثاني عند 1284 دولارًا لكل أونصة أما اختراق المقاومة الحالية فهو فتح باب الصعود إلى مستويات يأتي أولها عند مناطق ما فوق الألفي دولار وهو ما يرجّحه كثيرون ولكن تبقى تكهّنات يفضل الابتعاد عنها والعمل على الواقع والحدث.