حدث مهم لا يمكن أن يمر مرور الكرام دون تعليق من أي صاحب قلم أو إعلامي من أبناء هذا الوطن المعطاء. إنه إنجاز لم يسبق له مثيل، ولا يستغرب على بلادنا الإنجازات المتوالية. السعودية لها مكانتها وثقلها في العالم الإسلامي خاصة، وفي العالم كله بصفة عامة، وقد تقدمت في كل المجالات، وما أردت التحدث عنه في هذا المقال هو المجال الرياضي الذي لقي من الدولة كل الاهتمام والرعاية. فوز المملكة العربية السعودية بتنظيم كأس العالم 2034 حدث كبير. وقد أعلن سيدي ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، عقب إعلان الفيفا فوز السعودية باستضافة بطولة كأس العالم 2034 لكرة القدم عن تأسيس الهيئة العليا لاستضافة كأس العالم برئاسته، وهذا يعتبر تأكيدا لعزم السعودية على «تقديم نسخة استثنائية» من البطولة، خصوصا أنها «أول دولة في التاريخ تستضيف هذا الحدث بمشاركة 48 منتخبا». وبلغ عدد نقاط التَّقييم الممنوحة لملف هذه الاستضافة 419.8 من 500، ويعتبر هذا أعلى تقييم فني يُمنح لملف الاستضافة عبر تاريخ هذه البطولة العالميَّة. ومما لا يدعو للشك أنه سوف سينعكس على الاقتصاد السعودي، وسوف يكون له أثر إيجابي في الجوانب التنموية والاستثمارية والترويجية لمملكتنا الغالية. فمن المتوقع أن تسهم استضافة المملكة كأس العالم في تعزيز الاقتصاد من ثلاثة محاور رئيسة: الأول مرتبط بحجم الإنفاق الاستثماري على البنى التحتية التي تعتبر من متطلبات الاستضافة، وهذا سيعزز النمو وينعكس إيجابيا على القطاع الخاص، المستفيد الأول من الإنفاق الحكومي، بالإضافة إلى جذب الاستثمارات من القطاع الخاص التي ستوجه إلى القطاعات الأخرى المستفيدة من الاستضافة، ومنها القطاع السياحي بشكل عام، وقطاع الضيافة بشكل خاص، والقطاع التجاري عموما، والتجزئة على وجه الخصوص. ومن أهداف استضافة كأس العالم جعل المملكة من الدول المتقدمة والمنافسة في مجال الرياضة بأنواعها. أضف إلى ذلك أنه سيكون هناك انعكاس مباشر على خلق الوظائف، بما يسهم في توظيف السعوديين، والإسهام في خفض معدل البطالة. استضافة السعودية كأس العالم مكسب كبير لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.