لا تزال الروحُ مني تتقاطرُ وجدا للوطن ويلتاعُ القلبُ اشتياقا لكلِّ شبرٍ من تُربه الطَّاهر ما جبتُ مناحيه وتنقَّلتُ بين أرجائه ثملة بِسُكْر حُبِّه ولوعة الحنين إليه علِّي استنشقُ عبقَ الولاء المعتق بعبير الافتداء لوطنٍ لطالما أعطانا ولم نعطه سوى التفاخر باسمه حيثما جلنا وأينما حللنا ليبقى الأمل فينا حُلُما يراودنا ما عشنا على خيراته وعُمِّرنا من عذب فيضِه وجزيل هباته شعورٌ لازورديٌ يتلبَّسني كلما زرتُ منطقة من مناطق بلدي الجميلة في شماله وجنوبه شرقه وغربه مع قلبه النابض حيث الوسط وملحمة التاريخ مع احساسٍ بمسِّ الجنون حينما يتناغمُ العشقُ وسيِّدنا الشِّعر في حضرة الوطن المهيب لتتأرجحُ الآمال التائقة والأحلامُ الشِّائقة بين أرجوحةِ الروح على ضفاف العقل وأودية المشاعر المتدلية من بين أغصان المنى وأفنان الجمال المزدهي بالرضا فللشِّعر عذوبة هنا تُسْكِرُ الروح وتَبلُّ الصَّدى وللقوافي نغمٌ مموسقٌ بصوت الحياة وترانيم العمر الذي اختطته السنون والأقدار من بين أودية اللهث والركض مع أسراب الخليقة وزرافات الأمم المتفاعلة الأثر والتأثير لكينونة الوجود المطلق لبني البشر وآدميي الطّباع نعم للشِّعر معنى في الوطن وللوطن ومن بين أروقة الوطن وفي يومٍ وطني من بين أيامي الوطنية الخالدة وحيث أستعدُّ فيه من بين أغصان المنى وأفنان الجمال المزدهي بالرضا فللشِّعر عذوبة هنا تُسْكِرُ الروح وتَبلُّ الصَّدى وللقوافي نغمٌ مموسقٌ بصوت الحياة وترانيم العمر الذي اختطته السنون والأقدار من بين أودية اللهث والركض لأنثر بعضا من شعوري وأسكب شيئا من دَمِ قلبي على تراب مدينة الفلِّ والكادي حيث جازان الجنوب وجنوب الإباء وأسبغ روحي من عذب بهائها في حلة الزَّهْوِ وسرابيل الخيلاء لتنعم َ أنفاسي بشذا السكون وأقحوان الرضا وربما أفرزت نفسي هرمون الطّمأنينة لتنتشر السعادة في كامل جسدي طاقة تكفيني العمر وتعمر معي ما عشتُ عمرا ومع الشِّعْر ونشوة الزَّهو وخيلاء الرِّضا أحدو ركب أشعاري لترسو في ليلة من ليالي الوطن المزدانة بنسيم البحر ومع مدِّ السَّعادة وجَزْرِها نمتاحُ قليلا على شواطئ عروس البحر الأحمر لنغتسل من بارد وجدها ويستفيقُ الغّدُ المؤمَّلُ من بين عيني جدة العروس المخضَّبة أملاً والمزركشة حظوة ونشاركها جلوتها بأهازيج الحب ِّ وتعاويذ الشوق وصلوات الامتنان في محاريب عِرفان الشِّعر وقداسة الخيال المرقَّش بجمال العمر وبعمر الجمال وللجمال جوهر حينما يكون مع الشِّعر وفي الوطن وعبر السفر والترحال فتلك محطَّات القلب تستوقفنا بين الفينة والأخرى لنتزوَّد منها عذبا سائغا ريَّا رويَّا بعدما أسقتنا الأيام من أُجاج ِ ضيمها لعلنا نستقر في بيوتٍ أذن الشِّعر لها أن ترفع ويذكر فيها اسمُ الحبِّ ..