تبقَى صِلةُ الفكر وعَلاقةُ الثقافة والأدب من أقوى وأروع وأجمل العَلاقات البَنِي آَدَمِيَّة خلال مسيرة العمر وأحقاب الحياة فلا يعتريها عَفَنٌ ولا يصيبها أَسَنٌ ما دام الفكر ينبض بآياتِ الفِهم وجماليَّات الوعي وغاياتِ الكمال يربطنا الحرف وتجمعنا الكلمة وتلملم شتات تيهنا آمالٌ عِذاب لطالما حلمنا فيها وتاقت قلوبنا إليها فيكون وصالنا في ربيع الزَّهو وما بين أفنان الأمل وعلى ضِفافِ الخُلد الذي اشتهاهُ لنا القَدر وارتضيناهُ مذهبا وشريعة ودستورا ومنهجا وفكرا يُباركُ الواحدُ للآخر نجاحه، ويدعو للثُّلَّةِ الباقية في دُجُن الشَّجَنِ الطَّاغية على قلوبهم الرقيقة بالفرج القريب ويتسامرون جميعا عبر ترياق الشِّعر وفاكهة النثر وطُرَف المواقف الحياتية الغائرة في جسد اليوم وساعات المساء فتحلُو اللَّحظةُ العابرة وترسخ بمفاتنها الساحرة في سجل الذكرى وتاريخ الحياة نسترجعها ما عشنا عمرا ونتذكرها متى ما اشتهينا الأُنس وتأمَّلنا الرضا ونثرنا الضياء في عتمة التيه ووجوم الوهن ووجل الشتات. شكراً لك يا أيها الحرف المزدهي بأرسان السَّكينة والطُّمأنينة والخلود .. شكراً لكِ أيتها الكلمة المُضمَّخة بعبق الحُبِّ وشذا الودِّ والوجد وعبير الاشتياق .. شكراً لك أيها القلم المُقدَّسُ في شريعة الرَّبِّ ودستور السماء .. شكراً لكم أيها الأصدقاءُ اللُّطفاءُ الذين جاد بهم القدر ووهبتني إياهُمُ الحياة وقاسموني قلما وأحرفاً وكلماتٍ ضَجَّ بها الفؤاد وتغنت على أنغامها الروح في بهو التَّعاسةِ ورُدُهات الخيبة وسرداب الضَّياع ..شكراً لك يا أيها الحرف ُ المزدهي بأرسان السَّكينة والطُّمأنينة والخلود .. شكراً لكِ أيتها الكلمة المُضمَّخة بعبق الحُبِّ وشذا الودِّ والوجد وعبير الاشتياق ..شكراً لكم يا أصدقاء الحرف في لبنان وسوريا وإيران والعراق وأمريكا وعمان وهولندا ونجدنا والحجاز وشمالنا والجنوب صبية وصبايا نسوة ورجال سنة وشيعة وكذا المسيح أتباع مريمنا العذراء وأعاجم الألسن من بني فارس الكرام وذوي الانكليزية العظام.. شكرا لكم يا رفقاء الفكر وأصحاب الهمة من ضروب الثقافة وشتى مشارب الأدب وفنون الجمال .. شكرا لكم أحباء القلب وقرناء النفس وجمال العمر وعمر الحياة على أن شاركتموني مُصابي الجَلل باتصالاتكم ورسائلكم وأشعاركم ونثرياتكم وتصبيحاتكم الورديةِ الغضَّةِ التي أسعدتموني بها ما أنْ يستفيقَ الصُبحُ ويشدو الطيرُ وتشرق شمس يومٍ جديد يرفل بدثار الأمل وسرابيل المنى وزركشة الخيلاء وأبهة الرقص على جراح الذكرى الأليمة التي مسحها بعضكم بطرائفه الشهية التي أضحكتني في لياليَّ العِجاف.