تطرّقنا في المقال السابق تحت هذا العنوان إلى مدلول «القصيدة» انطلاقًا من أنها مشتقة من قائلها أي القصّاد، وبالتالي الإحساس بضعفها استنادًا على تضعيف المهتمين لدرجة القصّاد في سلّم الترتيب الشعري.. وكم كنت ممتنًا لردود الفعل التي تلقيّتها حول ما ذهبتُ إليه بين معارضٍ ومناقشٍ وموافقٍ، وذلك لسببين: اهتمام المجتمع الشعري والمتابع بما طرحته وما يستجد في الساحة الإعلامية الموازية. التفاعل الإيجابي من حيث التساؤلات الإثرائية. ومع ذلك نتطلع إلى حراك ثقافي أعمق من لَدُن الكتاب والناقد والشعراء المهتمين بالأدب الموازي؛ لبلورة تصوّر عن ماهية هذا الأدب الذي نسعى لربطه بموروث الآباء المؤسسين للبناته الأولى ورسم خريطة طريق للأجيال القادمة تنضبط بمحدداتها تداركًا لتلك السقطة الزمنية التي سادت فيها قلّة متطفّلة متنفذة - لا تمت للشعر بِصلة - على مفاصل الساحة الأدبية الموازية وبسط نفوذها بإحلال الهزل بديلًا للجزل وتقديم المفضول عَلى الفاضل فانتشر وأصبح مقياسًا سواه يقارن به، ساعد على ذلك بكل أسف بيئة جماهيرية شابة جذبها البريق الإعلامي المصنوع فتهافتت عليه معتبرةً أن ما سواه تابع له.. نأمل أن نجد من يقول لنا: إن «القصيدة لك عليها» نقد نزيه بعيدًا عن الابطال والتطبيل.. كما نأمل أن نجد شاعرًا يقول: «رحم الله من أهدى إليّ عيوبي». بهذا التصوُّر يمكن أن نجد نورًا قريبًا في آخر النفق يؤدي بالمجتمع الشعري الموازي إلى الانفكاك إلى آفاق تُحمد عقباها بمشيئة الله. بعد إذنك.. «القصيدة... لك عليها» عنوانٌ ربما نكون تحته لعدة مواضيع.. همسة... يا شينها لا طاح من عينك إنسان ومن أولٍ يسوى كنوزٍ ثمينه شتان بين الهجر والوصل شتان الحر ما يرضى الحدايا تهينه مبارك الودعاني