تتردد بيننا في المجتمع بعض العبارات ذات المدلول على الرغبة في استماع الشعر أو القدرة عليه أو التنويه على القدرة عليه أو وجوده... إلخ. عندي قصيدة! ما عندك يا فلان قصيدة؟ قصائدي مجموعة عند فلان أو يحفظها فلان.. الديوان يحتوي على كمٍّ كبير من القصائد، وهكذا... وهذه الجُمل والعبارات والسياقات الكلامية التي يتداولها الناس حول القِطَع الشعرية. مع العلم بأن مفردة «قصيدة» مشتقة من «قصّاد» أي الشخص الذي أنشأها «كتبها أو قالها في أي غرضٍ كان»، وحيث إن مدلول هذا اللقب بين مجتمع الشعراء في الساحة الشعرية الموازية، ووفقًا للموروث المتناقل بينهم وبين مَن هم حولهم، يُشير إلى التقليل من درجة شاعرية من يحمله، فالقصّاد هو مَن يقول كلامًا لا يرتقي لمستوى النادر والجزل من الشعر، كما أنه لا يُصاف صاحبه درجة الشعراء، حيث إن تصنيف كتبة الشعر - المتعارف عليه - ابتداءً من الأفضل هو الشاعر، فالقصّاد فالعليمي.. من ذلك يتبيّن -رؤيتي- أن مصطلح قصيدة لا يصح أن يُطلق على القطعة الشعرية القوية، لكنه مناسب لكتابات المبتدئين وقليلي الموهبة والمحاولين، أما نتاج شعراء الجزالة والشعر الجزل فأرى أن تُسمى وحداتهم الشعرية بالنص الشعري أو القطعة الشعرية تمييزًا لها عن قصيد القواصيد.. إذا فالقصيدة وفقًا لذلك.. لك عليها! في الفراغ.. آمل على الزملاء -عند كتاباتهم- النقّاد والمهتمين بالقراءات الفنية والدراسات التحليلية في الشعر الموازي مراعاة الفروق بين مفهومَي النص الشعري والقصيدة. مع الوطن... سلام يا الحد الجنوبي من دونك انسوق الدِّمَا لا هبّت الجَنّه هبوبي أرواحنا سما سما