هناك فئة من الناس ينطبق عليهم مسمى «أطباء بلا حدود» كثروا في هذا الوقت وتحديدا مع كثرة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، هؤلاء ليسوا بالأطباء ولا المعالجين وهم من المتطفلين على الطب وشؤونه، أتعلمون من هؤلاء؟، إنهم المجتهدون أو المتطفلون الذين يقدمون الوصايا الطبية عبر رسائل الجوال إما تأسيسا أو نقلا، فلا يكاد يمر وقت إلا وتصل رسائل عديدة فيها مقاطع وصور ومقالات عن فوائد استخدام عشبة أو نبتة أو خلطة، ومنهم من يتبع رسالته برقم ل «محتال» يدعي أن لديه تجارب في العلاج من مشكلة صحية ما أو ربما يعالج كل الأمراض، وهناك مقاطع مضحكة مبكية ترى فيها من يدعي المعرفة والعلاج وهو يمارس دجله على المريض باستخدام رافعة «ونش»، ومنهم من يستخدم مواد بناء وسباكة وكأن المريض بناية يحتاج إلى هدم وترميم، ولا يقف الأمر عند الدجالين المحليين بل هناك من يسوق لدجالين آخرين خارج الحدود في المشرق والمغرب بأن لديهم القدرة على علاج جميع الأمراض، وربما تطوع أحد المغفلين بتسجيل مقطع على أنه ممن شفي من المرض على يد هذا المعالج المحتال. إن المريض كالغريق الذي يتمسك بالقشة أملا بالسلامة وقد نلتمس له العذر، ولكن العجب ممن يتناقلون الرسائل ولا يعلمون أو يتناسون ما تحمله هذه الرسائل من أضرار صحية على الناس، وتعجب أيضا حينما يكون هذا الناقل ممن تعتقد فيه النضج وكمال العقل والإدراك والإحساس بالمسؤولية، وأما الفئة الأخرى المنشئة لبعض المقاطع والمزيفة مدعية الشهرة أو كسب المال ممن ينتجون بعض المقاطع ويدعون اكتشاف علاجات أو يقومون بعمل دعاية لأنفسهم لممارستهم العلاج فالواجب أن تتحرك الجهات المعنية للتعامل الرسمي معهم بحجب ضررهم أولا ومجازاتهم على العمل بدون رخص، والمجازاة على الجرائم المعلوماتية ببث رسائل فيها ضرر على المجتمع. هذه الرسائل ستزيد طالما أنها تجد آذانا صاغية وعقولا فاهية، وبكل تأكيد فإن «أطباء بلا حدود» في وسائط التواصل الاجتماعي سيتعدى عددهم بل متعدٍ لمنظمة «أطباء بلا حدود» الرسمية فنسبة الرسائل الطبية والوصفات العلاجية والصور والمقاطع في أجهزتنا صارت عابرة للحدود، وأصبحنا نصدر ونستقبل هذه الرسائل في كل وقت ولكل مشكلة صحية.