مسألتان حيويتان ظهرتا بوضوح خلال الزيارة الحالية التي يقوم بها للولايات المتحدة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، تتمحور الأولى في سلسلة لقاءاته مع كبار القادة والمسؤولين وأصحاب الشركات الكبرى للبحث في قنوات الشراكات الاستثمارية بين المملكة والولايات المتحدة كخطوة جادة ودؤوبة لتحويل المملكة من بلد مستهلك للتقنية الى منتج لها. هذه الخطوة الواثقة تجلت من خلال تباحث سموه مع تلك الشركات لترجمة الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي أبرمت بين البلدين الصديقين، وتحويلها الى واقع مشهود على الأرض من جانب ولاستغلالها في عمليات توطين الصناعة ونقل التقنية لتغدو المملكة منتجة لمختلف الصناعات بما فيها الصناعات العسكرية ومنتجة للتقنية وليست مجرد مستهلكة لها من جانب آخر، وهذه خطوة رائعة تمكن سموه من الخوض في تفاصيلها والشروع في تنفيذها. تلك المسألة الحيوية سوف تنتقل بها المملكة الى صناعة اقتصاد جديد من سماته البارزة الاعتماد على الذات في تصنيع مختلف احتياجات المملكة دون الاعتماد على استيرادها من الخارج، وهذا يعني فيما يعنيه أن المملكة سوف تضاهي بهذا النهج الحكيم دول العالم الصناعية الكبرى، وتخرج من دائرة الدولة النامية الى دولة يحسب لها حساب في مجال الصناعة والتقنية واستثمارهما لترجمة رؤية المملكة المستقبلية 2030. أما المسألة الحيوية الثانية التي برزت خلال الزيارة فهي اهتمام وسائل الاعلام الأمريكية المسموعة والمقروءة والمرئية بما حققه سموه من مباحثات صبت كلها في روافد تعميق وترسيخ علاقات الصداقة بين البلدين وطرح الصورة المتطورة والمرموقة للمملكة أمام الرأي العام الأمريكي، والاهتمام الواضح بتطبيق الشراكات والاتفاقيات بين البلدين الصديقين لما فيه تحقيق المصالح المشتركة بينهما في شتى المجالات والميادين. وإشادة الاعلام الأمريكي بالزيارة تعكس أهمية طرح سموه لرؤية المملكة 2030 وهي رؤية من شأنها دعم العلاقات السعودية الأمريكية واستثمارها في قنوات تعاونية جديدة لاسيما في المجالات الاقتصادية والصناعية، وقد ركزت تلك الوسائل على خلفية هامة ذات علاقة بصعود المملكة في المستقبل القريب الى مرحلة جديدة تغدو بموجبها قوة اقليمية هامة في منطقة الشرق الأوسط. والولايات المتحدة وفقا لتقاريراعلامية تدعم المملكة لتغدو رائدة في المنطقة، كما يهم المملكة تقوية الروابط السياسية والتجارية والصناعية بين البلدين الصديقين؛ وصولا الى تحقيق نتائج الاستثمارات الطائلة بينهما من خلال رؤية المملكة ومن خلال اهتمام الجانب الأمريكي بتطوير تلك الروابط التاريخية من جانب ودعم الرؤى السياسية المتطابقة بين البلدين لتسوية ازمات العالم القائمة بما فيها أزمات منطقة الشرق الأوسط من جانب آخر.