المحادثات المهمة التي أجراها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع يوم أمس الأول بالبيت الأبيض مع فخامة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال زيارته الرسمية للولايات المتحدة، تجيء لتصب في رافدين أساسيين أولهما العمل على تعزيز العلاقات المتجذرة بين البلدين الصديقين، حيث بدأت أثناء الاجتماع التاريخي بين مؤسس الكيان السعودي الشامخ الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- والرئيس الأمريكي وقتذاك فرانكلين روزفلت وما فتئت في تطور ونمو متزايدين عبر مختلف العهود، ووصلت الى ذروة توهجها في العهد الميمون الحاضر الزاهر تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-. وقد حرص سموه أثناء تلك المباحثات الحيوية على دراسة كافة السبل المتاحة لدعم علاقات الصداقة القوية والمتينة بين البلدين تحقيقا للمصالح المشتركة بينهما، لاسيما أن المملكة تستشرف مستقبلها الزاهر عطفا على رؤيتها 2030 وهي رؤية سوف تنتقل المملكة عبرها الى عصر اقتصادي جديد يترجم كافة الطموحات التي تراها القيادة الرشيدة للوصول الى مضاهاة الدول الصناعية الكبرى من خلال تطبيق الشراكات التي وقعتها المملكة مع كبريات دول العالم وعلى رأسها الولاياتالمتحدة. تلك الشراكات سوف تسهل خطة الاستثمارات الكبرى التي اتفقت بشأنها المملكة مع الولاياتالمتحدة دعما للعلاقات الراسخة بين البلدين من جانب، ودعما لتطلعات القيادة الحكيمة بالمملكة على تحقيق سلسلة من الانجازات الاقتصادية التي سوف تغير وجه المملكة تماما لاسيما تلك المتعلقة بتوطين الصناعة والتقنية والشروع في البحث عن موارد جديدة للدخل غير النفط من جانب آخر. أما الرافد الأساسي الآخر لمحادثات سمو ولي العهد مع فخامة الرئيس الأمريكي فانها انصبت في معالجة العديد من الملفات السياسية الساخنة في المنطقة، لا سيما ما يتعلق منها بالأزمتين السورية واليمنية والتدخل الايراني السافر في شؤون بعض الدول العربية والعمل على مكافحة ظاهرة الارهاب واحتوائها أينما وجدت، وتقليم أظافر الارهابيين وصولا الى تحقيق الأمن والسلام والاستقرار داخل دول المنطفة وفي كافة ربوع المعمورة. ولا شك أن وجهات النظر السعودية الأمريكية حيال سائر القضايا الشائكة في المنطقة والعالم تكاد تكون متقاربة ومتطابقة، وهو أمر سوف يؤدي بطبيعة الحال الى دراسة الكيفيات الصائبة لحلحلة تلك القضايا والوصول الى تسويتها بطرق عقلانية تفضي الى تحقيق تطلعات الشعبين والبلدين حيال إفشاء السلام في كل مكان، والعمل على نزع أسلحة الدمار الشامل من المنطقة والحد من سباق التسلح النووي ووقف زحف الأخطبوط الإرهابي الى كثير من دول العالم والتخلص منه تماما.