قالت صحيفة «الاندبندنت» البريطانية ان القرار الذى اتخذته اكثر من 24 دولة غربية بطرد اكثر من 150 دبلوماسيًا روسيًا، يشكل اكبر حالة طرد في تاريخ الدبلوماسية منذ نهاية الحرب الباردة، ويهوي بالعلاقات بين الكرملين والغرب لأسوأ حالاتها في التاريخ الحديث. واستدعت وزارة الخارجية الروسية سفراء 23 دولة، غالبيتها اوروبية بينها فرنسا وانجلترا وألمانيا وايطالياوكندا وبولندا حيث تم ابلاغهم بإجراءات الطرد التي اتخذت بحق دبلوماسييهم، وأمهلت بريطانيا شهرا لتقليص طاقمها الدبلوماسي في روسيا بحيث يصبح مساويا لعدد الطواقم الدبلوماسية الروسية في لندن. وكانت 18 دولة من الاتحاد الاوروبي ال28 أعلنت طرد دبلوماسيين روس، وردت موسكو الجمعة بالمثل على معظمها. وكانت هولندا أول من اعلنت أن موسكو ستطرد دبلوماسيين اثنين من طاقمها الدبلوماسي، كما سيتعين على كل من المانيا وبولندا سحب 4 من دبلوماسييهما فيما ستسحب كل من تشيكيا وليتوانيا ثلاثة، كذلك، طردت موسكو دبلوماسيين اثنين من كل من ايطاليا واسبانيا والبانيا والدنمارك. وقررت روسيا طرد دبلوماسي واحد من بعثة كل من لاتفيا واستونيا وكرواتيا والسويد ورومانيا وايرلندا والنروج وفنلندا. وفي وقت لاحق الجمعة، اعلنت الخارجية الفرنسية، ان روسيا ستطرد اربعة دبلوماسيين فرنسيين ردا على طرد اربعة دبلوماسيين روس في وقت سابق. ومن المتوقع أن يتم طرد دبلوماسيين من كندا واستراليا ومقدونيا، بعد استدعاء ممثليها لوزارة الخارجية الروسية، وذلك رغم عدم صدور قرار رسمي بعد، بجانب ذلك، قالت موسكو: «يتعين على 13 دبلوماسيًا أوكرانيًا ان يغادروا روسيا»، وهو عدد يساوي الدبلوماسيين الروس الذين طلب منهم مغادرة كييف هذا الاسبوع. وكانت الولاياتالمتحدة اول من تبلغ مساء الخميس، بطرد ستين من دبلوماسييها وإغلاق القنصلية الامريكية في سان بطرسبورج ردا على اجراءات مماثلة اتخذتها واشنطن بعد تسميم الجاسوس المزدوج السابق سكريبال في لندن. وتقول الصحيفة: «إذا كانت موسكو قد أمرت بالفعل بمحاولة اغتيال الجاسوس السابق سيرجى سكريبال وابنته، فقد ثبت أن هذا الأمر مكلف جدًا لفلاديمير بوتين». ولفتت «الاندبندنت»: «لقد كان إظهار التضامن مع بريطانيا رائعا للغاية، وكان من المتوقع ان تظهر بعض البلدان مثل دول البلطيق وبولندا كراهيتها التقليدية تجاه روسيا؛ لكن ردود المانياوفرنساوايطاليا تظهر مستوى القلق حول مزاعم قيام موسكو بتنفيذ اول هجوم بغاز الاعصاب في اوروبا منذ الحرب العالمية الثانية». إلا ان الخطوة العقابية الاكثر اثارة للدهشة جاءت من الولاياتالمتحدة التى طردت 60 دبلوماسيا وهو العدد الأكثر من هؤلاء المطرودين. وقالت الصحيفة: «هذا مهم جدا على عدة مستويات، فقد كان دونالد ترامب مجبرا على الادلاء ببيان إدانة لمحاولة اغتيال سكريبال، وفيما بعد لم يقل شئيا بشأن تلك المسألة». وكانت الخارجية الامريكية واضحة في إدانتها للحادث، ووصفته بالانتهاك الفاضح لاتفاقية الاسلحة الكيماوية وخرق للقانون الدولي. ويبقى الآن ان نرى ما الخطوات العقابية التي ينوي الغرب اتخاذها، وقد قال رئيس المجلس الاوروبي، دونالد تاسك: «انه لا يستبعد اتخاذ تدابير اضافية بما فى ذلك المزيد من الطرد في الايام والاسابيع القليلة المقبلة». لكن بولندا ودول اوروبا الشرقية تشعر بقلق عميق من ان يعطي خط غاز «نورد ستريم 2» موسكو نفوذا استراتيجيا واوسع على اوروبا. وينتظر الجميع ما سيفعله ترامب وبوتين «أقوى رجلين في العالم» لحل هذه الأزمة التي مازالت تتكشف.