انتهاجاً لمبدأ «الصدمة العلاجية» التي أعلن عنها مُجدد المجد السعودي الحديث ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - في أحد لقاءاته مؤخراً، فإننا نرى أن في مثل ذلك ضرورةً ملحّة لإعادة الشعر الموازي خاصةً والساحة الأدبية الموازية عامةً إلى المسار الصحيح الذي يؤدي لربطها بماضيها الجزل الموثّق. فكما لا يخفى على شريف علمكم -اعزائي القرّاء - أن الساحة الشعرية الموازية تمر بمرحلة تمرجح مقلق وعدم اتزان أقرب للسقوط العمودي، واسبابها لا تخفى على متتبع لمسار الشعر ومُلم بأدواته ومؤثراته. والتي منها أنه دخل فيه من ليس له فيه كمتنفذ خاوٍ بجاهٍ أو مال، أو وصوليٍّ بشللية إعلامية أوجماهيرية غوغائية. كما أن لسهولة الانتشار الاعلامي في هذه الازمنة المتأخرة أثرا سالبا، ومن ذلك أن اجهزة الجوالات المتوفرة بكثرة في الايدي أصبحت استديوهات تصوير وتسجيل لكل من هب ودب، فنجد الكل اصبح شاعراً بمجرد أن يتفوَّه ببضع كلمات والتي قد لا تصل لمستوى 'الخثاريد' كما يُقال، ويسجلها ويضيف عليها بعض الفلاتر المرئية والصوتية 'وهات يا نشر'، خاصة وأن برامج التواصل والتطبيقات 'على قفا من يشيل' والتي أصبحت بدورها قنوات منافسة لتقديم العرُوض المباشرة والمسجلة لافراد أو مجاميع ممن أفسدوا الساحة بلا رقيب!. إذا لا بد من الصدمة لإعادة الشعر إلى جزالته والاعلام الشعري الموازي إلى جادته للعب دوره الحقيقي وابعاد الشلليات المتعفنة منذ زمن ليس بالقصير بعلاج المرحلة 'الصدمة'. همسة.. قيل: 'اذا اتسعت الرؤية ضعف التعبير بالكلمات'. لذلك نأمل أن تتحق رؤيتنا لساحة ادبية موازية بقرارات رسمية لأنه عندما تستقيم الذائقة باستقامة الشعر الموازي فإننا نبني جيلا محافظا على موروثه وذائقته راقية. للوطن حق.. عاشق وطن لرواح دونه وهايب عشق الوطن يا ناعس الطرف غلّاب