مقولةٌ دارجة ومتوارثة بين الأجيال في جزيرة العرب ومتناقلة في مجالسهم، عندما يُلَح على الشاعر لإسماع الحاضرين شيئاً من شعره، ثم اصبحت مثلاً دارجاً يُراد به تقديم شَيْءٍ ما وبعد الالحاح في طلبه. الآن في زمن «الكل شاعر» تجدهم يتصدرون المجالس و»يعيلون» بترّهاتهم وخرابيشهم الظانين بأنها شعر وهي لا تمت لشبه الشعر بشيء، في زمن الشلليات السالبة الداعمة لسقط المتاع من مُدّعي الشعر والمشوهين لجماله والمبعدين للمواهب والمتناسين للخبرات الأدبية. قديماً وإلى الان أيضاً كان الشعراء -بالرغم من تمكنهم شخصياً وشعراً- يترددون في تقديم قصائدهم خوفاً من هفوةٍ حتى غير متعمدة أو تقديراً لمن هُم أكبر سنّاً أو أجزل مقالةً، بالتالي لا نجد ولا يُقدم الا سمان القصيد وجزال المعاني مما ينعكس إيجاباً على جودة الشعر ومتانة الساحة الشعرية، وحيلولة ذلك دون تسلق المدّعين وتعدّي المتنفذين بالجاه أو المال على حصانة سوق المعاني. ثمن الشعر طلبته.. لا يمكن أن تعود هذه المقولة الأصيلة لقوتها وهيبتها حتى تعود الكفاءات لمواقعها وتُعطى المواهب حقها وتحترم وتستشار الخبرات في مجالها، وأيضاً بعد أن لا يكون مؤشر تقييم التميز والإبراز في يد قلّة وصوليّة تبوأت منابر إعلامية ذات صلة أخذت قرار التصنيف في غفلة من أهل هذا الفن الحقيقيين، أو يكون خاضعاً لأصوات طفولية غير معروفة ولا مختصة أتاحت لها وسائل التواصل الاجتماعي ووسائط الاعلام المتأخرة فرصة التأثير القوي في تقديم المفضولين على الفضلاء. ثمن الشعر طلبته مقولة تحمل في طياتها التمني والتقييم، فلا يمكن أن يُطلب الشعر الا من اهْله كما أنه لا يطلب الا الاجزل وفي ذلك تقدير وتقييم. متى تنظف آذننا من الإزعاج العالق في اجواء الساحة الشعرية الموازية منذ زمن يا زمن؟!.