قد يقول البعض الفوز ليس مهمًا في المباريات الودية؛ لأنها بمثابة الاستعداد للاعبين وللمدرب واكتشاف الأخطاء لتصحيحها ومعرفة نقاط القوة والضعف في مراكز اللاعبين، إلا أن خسارة المنتخب السعودي من المنتخبين العراقي والبلجيكي برباعية وضعت علامات استفهام وطرحت تساؤلات كثيرة؟! لم يكن طريق المنتخب السعودي لكأس العالم 2018 مفروشًا بالورود، بل كان في غاية الصعوبة، حيث شهد مقارعة الأخضر لأكثر من منتخب من كبار قارة آسيا. في السابق كان الانضمام للمنتخب حلمًا لأي لاعب سعودي؛ لأنه يطمح للشهرة والمال واثبات الوجود، ومع الاحتراف والعقود المليونية التي لا يستحقها أغلب لاعبي الأندية تنافس اللاعبون على الدخول في عالم التجارة والبيزنيس، وصار الانضمام للمنتخب ليس حُلمًا وإن حصل الانضمام فإن الروح القتالية والانضباطية انعدمت وصار اللاعب يخشى الإصابة مع المنتخب ليلعب مع ناديه؟! لا ألوم رئيس هيئة الرياضة الذي شنّ هجومًا لاذعًا على بعض اللاعبين وتذكر الجيل الذهبي للمنتخب السعودي الذي حقق معه إنجازاته السابقه . كما أن السماح بتسجيل 8 محترفين أجانب أثر سلبًا بعدم بروز مهاجمين وصُناع لعب، إضافة إلى أن اللاعب السعودي بطبعه غير منضبط وأقصد هنا الانضباط في التمارين وعدم السهر والبعد عن المقاهي والشيش والمفاطيح! كما أن الخلل في المنتخب لا أجده يتعلق في لاعب ولا في خانة إنما في منظومة الاتحاد السعودي لكرة القدم كاملة من عدم ثبات التشكيل والمدرب والجهاز الإداري القوي الذي يساعد اللاعبين على الانضباط داخل الملعب وخارجه، ويتبع أسلوب الثواب والعقاب في المعسكرات والتجمعات التحضيرية للبطولات. المنتخب السعودي ظهر بمستوى سيئ للغاية في مبارياته الودية السابقة، يلعب شوطًا ويستسلم للهزيمة في الشوط الآخر، بطولة كأس العالم في روسيا تبقى عليها 60 يومًا وفِي هذه الأيام المفروض أن التشكيل ثابت لمزيد من التجانس بين اللاعبين. نحن نمر بمرحلة تصحيح في الرياضة السعودية مع معالي تركي آل الشيخ، وقد يكون آخر العلاج الكي مع اللاعبين الذين لا يُقدرون شعار المنتخب، وقد فعلناها من قبل، فالمنتخب لا يتوقف على لاعب بعينه أو اسمه أو ناديه أو تاريخه.