عندما يتحول الكسل إلى عادة ملازمة للإنسان يخسر الكثير في عمله ودراسته، وصحته الجسدية والنفسية، وعلاقاته الاجتماعية لذلك لا بد أن تكون واعيا لهذه العادة وتتخلص منها قبل أن تسيطر على حياتك. أو تنتهي بك إلى ما يشبه الموت البطيء. والكسل نوع من الفتور والتثاقل، يعتري الفرد، فيحول دون قيامه بما يجب أن يقوم به، أو يجعله يقوم بالعمل ببطءٍ، وخمود الحماس، إنه نمط من التقاعس والخمول، وإيثار الراحة إلى حد يصيبه بالعجز. تظهر أعراض الكسل في التثاقل عن أداء فرائض العبادة، قال سبحانه: ﴿وإِذا قامُوا إِلى الصلاةِ قامُوا كُسالى يُراءُون الناس ولا يذكُرُون الله إِلا قلِيلا﴾ (النساء:142) كما تراه في التراخي في أداء الوظيفة والعمل وإضاعة للمصالح فهو أشبه بالكلِّ في قوله تعالى {وضرب اللهُ مثلا رجُلينِ أحدُهُما أبكمُ لا يقدِرُ على شيءٍ وهُو كلٌّ على مولاهُ أينما يُوجِّههُ لا يأتِ بِخيرٍ هل يستوِي هُو ومن يأمُرُ بِالعدلِ وهُو على صِراطٍ مُستقِيمٍ} (سورة النحل: 76)، كما تجد الكسول في الدراسة والتعلم لا ينهض لأداء الأنشطة والتكليفات الدراسية.. ومن أعراض الكسل الاتكالية التي يتوقع فيها للكسول أن يقوم الآخرون بما يجب أن يقوم بنفسه به كشأن (التنابلة)، والتنبل لفظ فصيح معناه قصير القامة، لكنه في اللغة العامية يعني الكسول. ليس بالضرورة أن يكون الشعور بالكسل والخمول مرتبطا بسبب مرضي، إنما هو نوع من التعود والممارسات الشخصية التي تجعل نفسك بها كسولا وخمولا نتيجة الفراغ والترف، والإسراف في الطعام والشراب، وكثرة النوم، وطول الأمل، وصحبة أهل الكسل، والتعلق بالأوهام والأماني الكاذبة، والتدليل وفساد البيئة... ودعني أقدم هذه المقترحات السبع للتخلص من الكسل: 1) ابحث عن أهداف طموحة وابنِ حياتك حولها، فهي التي ترفع سقف الهمة واحتسب أجرها عند الله تعالى. 2) استحضر قيمة النشاط والحماس في عملك مقارنة بعواقب الكسل والخمول، واستعذ بالله من شره، كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل». متفق عليه. 3) قاوم عوامل الإلاء، وفي حياتنا الكثير من الملهيات التي تستهلك وقت المرء في المشاهدة السلبية للشاشات الكبيرة والصغيرة. 4) توخ الاعتدال في نشاطك، فإن الحماس المفرط يؤدي إلى الانقطاع السريع، وهذا ما نبهنا إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث يقول (إِن لِكُلِ عملٍ شِرة، ولِكُلِ شِرةٍ فترة، فمن كانت شِرتُهُ إِلى سُنتِي فقد أفلح، ومن كانت فترتُهُ إِلى غيرِ ذلِك فقد هلك). رواه ابن حبان وفي رواية: (فإِن كان صاحِبُها سدد وقارب فارجُوهُ، وإِن أُشِير إِليهِ بِالأصابِعِ فلا تعُدُوهُ) رواه الترمذي. 5) احرص على الغذاء الصحي المتوازن دون إسراف، فالشبع بوابة الخمول. (6) مارس الرياضة حيث تعمل على إمدادك بالطاقة وتنشيطك، فيتدفق الدم ويتحسن التمثيل الغذائي وتنشط كل أعضاء جسدك. (7) اقتد بأصحاب الهمم والنشاط، وأحط نفسك بأشخاص نشطين فسوف تتأثر قطعا بطاقتهم وحيويتهم ودع عنك مصادقة الكسالى. ودعني أذكرك بالحكمة العربية وهي عنوان مقالي: الحركة بركة.